الاثنين، 28 سبتمبر 2009

آراء عن المثلية


من أكثر الآراء توازنا وموضوعية فى نظرتها للمثلية الجنسية رأيان من أجمل وأعمق ما قرأت عن المثلية. وسأعرض أول هذان الرأيان وهو رأى عن المثلية قرأته فى أحد المواقع الذى يبدو غير متاح الوصول اليه فى الوقت الحاضر. اسم الموقع اسأل المسيح الحقيقى وربما يلخص هذا الرأى وجهة النظر المسيحية المعاصرة للمثلية. وهى وجهة نظر حكيمة متوازنة ونحن كمسلمون مطالبون بالبحث عن الحكمة أينما وجدت كما قال رسول الله:(الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى بها) وكان هذا أهم ما قرأته
الأسباب الروحية للمثلية
تنتج المثلية من اختيار يتم بواسطة الروح هذا الاختيار يتم بعد وقت قصير من ادراك الروح أنها هبطت الى مستوى أدنى من الوعى
السقوط الى مستوى أدنى من الوعى هو دائما عملية متدرجة أى أنها تحدث فى غاية التدرج بحيث لا تلاحظها معظم الأرواح. وفى حقيقة الأمر بعض الأرواح لم تدرك بعد أنها سقطت الى مستوى أدنى من الوعى. وعلى أى حال تختبر العديد من الأرواح لحظة من الحقيقة تدرك فيها أنها فقدت شئ ما كانت تمتلكه سابقا
ولكن ما هو سبب السقوط الى مستوى أدنى من الوعى؟؟
يوجد لكل روح جانب مؤنث وجانب مذكر. الجانب المؤنث يمثل صفات التأقلم والتروى والهدوء والاستيعاب والرقة .والرحمة الى آخر الصفات المؤنثة . بينما يمثل الجانب المذكر صفات الاقدام والشجاعة والجرأة والسيطرة والطموح
وما يحدث فى المثلية أن الجانب المؤنث للروح يسقط الى مستوى أدنى من الوعى بمعنى أنه يبدأ فى التأثر بالعالم الخارجى والتأقلم بالصفات التى يفرضها العالم الخارجى والظروف الخارجية بدلا من من أن يظل حقيقيا بالنسبة لنفسه الروحانية وبالتالى لقوانين الله
وعندما تدرك الروح أنها سقطت تتنوع ردود أفعالها
بعض الأرواح تختار أن تتحمل مسئولية موقفها وحالتها التى وصلت اليها وتبدأ فى أخذ المسار الروحانى الذى يقودها فى النهاية الى مستوى أعلى من الوعى ذلك المستوى الذى يتصل فيه وعيها بنفسها الروحانية
ولكن للأسف العديد من الأرواح ترفض تحمل مسئولية حالتها التى وصلت اليها وهذا يقود تلك الأرواح الى التصرف باحدى طريقتين كلاهما يؤدى الى المثلية
بعض الأرواح تبدأ فى لوم الجانب المؤنث منها واعتباره السبب فى سقوطها وهذا الشعور يتجسد فى كراهية الأم والنساء عموما أو الأشكال الأكثر اعتدالا من المشاعر السلبية ناحية النساء
هذه الكراهية للجانب المؤنث من الروح تؤدى الى انقسام الروح .فالروح لا تصبح وحدة واحدة ولا تصبح متزنة مالم يتوفر لها الاتزان والقطبية المناسبة بين جانبيها المذكر والمؤنث
بعض الأرواح تحتقر الجنس المؤنث وتختار أن تتجسد كرجال مثليين. البعض الآخر يكون لديه الرغبة لمعاقبة الجنس الأنثوى ويتجسد كرجال غيريين شرهين جنسيا وفى الحالات القصوى يصبح هؤلاء الرجال مغتصبين أو سفاحيين وفى الحالات الأقل حدة تؤدى تلك الرغبة الى جعل الرجال شرهين جنسيا ويستعبدون المرأة بحيث تكون ممارسة الجنس وسيلة لمعاقبة النساء بدلا من أن تكون وسيلة لتحقيق متعة جنسية وعلى مر العصور تسبب هذا فى ظلم وايذاء هائل للنساء
بعض الأرواح تدرك أن جانبها الأنثوى قد سقط الى مستوى أدنى من الوعى لكنها تتجه باللوم الى الجانب الذكرى فيها فهى تشعر أن الجانب الذكرى فيها كان يجب أن يمنع الجانب الأنثوى من التأثر واتباع الأساليب والاتجاهات التى يفرضها العالم الخارجى والظروف الخارجية
هذه الأرواح تبدأ فى الشعور بكراهية كل ما هو مذكر ابتداء بالأب ثم الجنس الذكرى بأكمله
هذه الأرواح تكون مدفوعة بالرغبة فى معاقبة الجانب الذكرى فيها متمثلة فى معاقبة الرجال و لومهم الدائم
بعض هذه الأرواح تتجسد كنساء سحاقيات وهم يظهرون كراهيتهم للرجال بممارسة الجنس مع النساء . البعض الآخر يتجسد كنساء غيريات يقضين حياتهن فى معاقبة الرجال
ولتحقيق ذلك يستخدمون الجنس أو الوسائل النفسية لجعل الرجال يشعرون بأنهم وضيعون محتقرون أو تحميل الرجال الذنب دائما فى كل شئ
وعلى مر العصور خلق ذلك عدائية شديدة بين الجنسين وتسبب فى ايذاء نفسى شديد للرجال
السقوط لمستوى أدنى من الوعى لدى المثليين يقابل مراحل تكون الميل المثلى وهى عملية متدرجة تبدأمن الطفولة وهذه العملية ربما تقابل الظروف التى يتعرض لها المثلى من اعتداء جنسى أوتحرش جنسى بشخص من نفس الجنس أو من الجنس الآخر وكذلك العلاقة السيئة بالوالدين فقدان الحنان والقسوة من الوالد من نفس الجنس وكذلك كراهية الوالد من الجنس الآخر وبالتالى وتبعا لهذه الظروف الخارجية للعالم الخارجى بدلا من أن يعيش المثلى هويته الجنسية الحقيقية يبدأ فى التأثر بهذه العوامل الخارجية بالتحديد يبدأ الجانب المؤنث فى شخصيته فى التأقلم بصفات متأثرة بالعالم الخارجى فيبدأ بكراهية الجنس الآخر والاتجاه بعواطفه وميوله لنفس الجنس


المثلية والروح
الروح لم تخلق مثلية.والروح لاتصبح مثلية.لكن الروح تبدأ فى الاعتقاد بأنها مثلية. و العملية التى بواسطتها تطوق الروح نفسها فى هذا الوهم تبدأ باختيارها. هذه العملية لا تقوى وتستمر الا بسلسلة من الاختيارات المستمرة التى تصنع بواسطة الروح فمثلا دائما ما يختبر المثلى اعجابا بشخص من الجنس الآخر لكنه يقاوم هذا الاعجاب ويتجاهله وقد يصل الى كراهية هذا الشخص تحت وهم انه مثلى وان العلاقة مع الجنس الآخر لن يكتب لها النجاح اذا فهو يختار دائما تجاهل المشاعر العاطفية ناحية الجنس الآخر أو مقاومتها ليظل تحت تأثير وهم أنه مثلى وكذلك الانغماس فى علاقات جنسية مع نفس الجنس يتم باختيار الروح أيضا تحت تأثير وهم أنها مثلية
هناك اعتقاد خاطئ شائع ومنتشر عن المثليةوهو أن المثليين ضحايا فالعديد من الناس يؤمن بأن حالتهم ووضعهم هو نتيجة لعوامل خارجة عن سيطرتهم وكأن حالهم قد فرض عليهم وأن خيارهم الوحيد المتاح لهم هو العيش بهذه الحالة
انها فكرة خاطئة وكذبة من أخطر أنواع الكذب الذى وجد على سطح الأرض وهو أن الناس هم ضحايا لقوى خارجة عن سيطرتهم بدلا من أن يكونوا هم المتحكمون فى مصائرهم
على العكس من ذلك الناس هم من يخلقون أحوالهم الراهنة فقط بواسطة اختياراتهم ولأن الله يحترم قانون الارادة الحرة فالله لن يغير المآسى الموجودة على الأرض لكن هذه المآسى يمكن أن تزال فقط عندما يبدأ الناس بوعى وبارادة فى عمل اختيارات أفضل من تلك الاختيارات التى اختاروها فى الماضى
ومن الواضح أن كثير من الناس ليسوا على وعى كاف باختياراتهم الماضية ولهذا لا يرون بأنهم هم فى الحقيقة من خلقوا وضعهم وحالتهم الراهنة
وفى الحقيقة لايمكن للناس أن ينمو روحيا ماداموا يرون أنفسهم ضحايا


الانسان يستطيع أن ينمو فقط عندما يدرك أنه قادر على تغيير مواقفه هذا الادراك يتم فقط عندما يتقبل الانسان حاله ووضعه على أساس أنه نتيجة لاختيارات الروح الماضية وبهذا الاعتراف والتقبل سوف يصبح الانسان قادرا على تغيير حالته وهو يستطيع ذلك عن طريق عمل اختيارات أفضل
ومفتاح الاختيارات الأفضل هو تغيير الاعتقادات الوهمية وحل الجروح النفسية التى أدت الى الاختيارات المحدودة والخاطئة فى الماضى

المثلية وقوانين الله
لابد أن يدرك الناس أن الله لا يؤذى البشر ولا يظلمهم لكن الناس هم من يؤذون أنفسهم بالتعدى والخروج على قوانين الله . ولكن لماذا ينتهك الناس قوانين الله؟؟ لأنهم قد هبطوا لمستوى أدنى من الوعى لم يعودوا يدركون فيها قوانين الله والى الدرجة التى أصبحوا يخلقون نموذجا ونظاما لحياتهم لايتفق اطلاقا مع قوانين الله لأنهم فى الحقيقة فقدوا الاتصال بهذه القوانين وبدأوا يعتقدون أن قوانينهم هى الأفضل والأكثر عدلا . وهذا قد حدث للعديد من المجتمعات فى الماضى وجميع هذه المجتمعات دمرت نفسها .والسبب هو أنك لا يمكن أن تخلق مجتمعا مستقرا
تستمر الحياة فيه طويلا ما لم يكن هذا المجتمع متماشيا وفى تناسق مع قوانين الله
كيف نتعامل مع قضية المثلية

هناك قانونان من قوانين الله تخبرنا كيف نتعامل بتوازن مع هذه القضية الأول هو قانون الحب غير المشروط من الله للبشر الذى ينساه كثير من الناس فى التعامل مع هذه القضية فيبدأون بوصم المثليين بالعار وباضطهادهم وعزلهم ناسين أن الله يحب جميع البشر حبا غير مشروط بغض النظر عن أفعالهم ولكن فى نفس الوقت هناك أناس يتذكرون فقط قانون الحب ويتناسون باقى القوانين وأهمها قانون السببية أو السبب والنتيجة أو قانون الكارما الذى يجعل كل فعل يخالف سنن الله له نتيجة سيئة مدمرة لمن يرتكبه بمعنى أن هؤلاء الناس يبيحون ويتسامحون مع أى تصرف تحت اسم الحب متناسين أن هناك تصرفات كثيرة تتم باسم الحب لا علاقة لها بالحب وتخالف تماما باقى قوانين الله على الأرض
اذا ما هو أسلوب التعامل الصحيح مع المثلية
لابد أن ندرك أولا أن المثلية شئ غير طبيعى وهى حالة نتجت من عدم التوازن الموجود فى الروح . ولا توجد روح تستطيع الحصول على السعادة المطلقة والاشباع الروحى مادامت باقية على هذه الحالة من عدم التوازن ولهذا فالروح التى تتوق حقا للنمو الروحى عليها أن تدرك أنها فى حاجة لمعالجة هذا الاختلال وعدم التوازن بين جانبيها المذكر والمؤنث
وعلى هذا الأساس من الفهم يكون المجتمع المثالى هو الذى لا يبيح ويجيز المثلية بحيث يجعلها شيئا شرعيا وفى نفس الوقت لا يضطهد أو يسئ معاملة المثليين
فمثلا لا يصح وصم مريض الإيدز أو استبعاده أو اضطهاده, ولكننا نوجه الجهد للإيدز نفسه لمقاومته, ولا يصح أيضا أن نحتفي بالإيدز ونقرر التعايش معه والفخر به, وكذلك الحال في الإدمان والقمار. ويقول الدكتور أوسم وصفي في كتابه الرائع "شفاء الحب": "هذا بالطبع رد فعل مفهوم لكل سلوك مجتمعي يتميز بالوصم والتمييز, فالمشكلة تنبع أساسا من ميلنا البشري للوصم والعزل والتمييز. فالوصم هو نوع من أنواع الخلط بين الإنسان ومرضه أو سلوكه, والنتيجة الطبيعية لهذا الخلط هي العزل والتمييز حيث يقوم المجتمع –خوفا من المرض- بمحاربة المريض بدلا من محاربة المرض, وكرد فعل للوصم والعزل والتمييز تتشكل حركات الدفاع والتحرير وتمارس ما يمكن أن نسميه ب "الوصم المضاد" لكونه يتميز أيضا بالخلط بين المريض والمرض, ومن أجل الحفاظ على حقوق المريض يدعو إلى الحفاظ على حقوق المرض
الشفاء من المثلية
السبيل الوحيد للخلاص هو أن تصل الروح الى مستوى أعلى من الوعى وللوصول الى ذلك الوعى لابد أن تكف الروح عن اعتبار نفسها ضحية بل تعتبر نفسها مسئوله عن الحالة التى هى عليها هذا الشعور بالمسئولية يعطيها القوة لتغيير معتقداتها الخاطئة والوهمية كما يعطيها القوة للتغلب على الجروح النفسية التى أدت الى اختياراتها السيئة فى الماضى وبالتالى الوصول الى مستوى أعلى من الوعى بحيث تستطيع الروح الوصول لاختيارات أفضل من اختياراتها الماضية .أى أن نقطة البدء فى علاج المثلية هو أن تتقبل الروح حقيقة أن حالتها الراهنة من عدم التوازن هو نتيجة لاختياراتها السابقة ومن ثم تبدأ فى محاولة التغلب على جروحها النفسية وتغيير اعتقاداتها الوهمية ومن أهم هذه الاعتقادات الوهمية فكرة المثلية نفسها لأنه لا توجد روح تخلق مثلية أو تصبح مثلية لكن الأرواح تعتقد أنها مثلية فالمثلية فى الأساس فكرة وهمية لا أساس لها من الصحة ولا وجود لها فى الواقع لكنها توجد فقط كمعتقد وهمى فى عقل الانسان يقوده الى تصرفات تخالف فطرة الله وسننه على هذه الأرض
"




.


هناك تعليقان (2):

  1. مقال رائع كالعاده

    بشكرك على الترجمه
    والنقل والبحث والجرى وراء
    الحقيقه

    تعبك لن يذهب سدى :)

    ردحذف
  2. انا لا اورافق حما على ان تصف المثلية بالمرض لانها اثبتت علميا بأنها ليست مرض او شذوذ نفسي, وهناك الاف الابحاث العلمية عن هذا الامر, منها المتعلق بهرمون الاستروجين والكروموسومات وعيرها.
    لكني احببت قكرتك بالتعامل مع المثليين وبأننا لا يحق لنا عزلهم او وصمهم اطلاقا.
    ان كنت في مجتمع متنوع فعليك ان تقبل المثلي كما تقبل وجود البوذيين والهندوس مثلا....وان تحترم كل حقوقه

    ردحذف