الخميس، 24 سبتمبر 2009

المثلية والحب
المثلية هل هى حالة مؤقتة أم صفة يولد بها المرء بالتأكيد لا يمكن أن تكون صفة يخلق بها المرء والا لما جعل الله لها عقابا فى كل الأديان عندما تتحول الى علاقة جنسية بديلة عن الجنس الفطرى الطبيعى اذا فما هى حقيقة المثلية؟؟
المثلية هى حالة من التمرد السلبى على الذات وهى تمرد سلبى لأنها تمرد دافعه الأساسى هو رغبة قوية دفينة لاواعية فى الانتقام من أحد الوالدين أو كلاهما ويتسع هذا الانتقام عندما تعمم صورة الوالدين على المجتمع فيبدأ الانتقام من المجتمع على هيئة ممارسة المثلية كفعل جنسى يتحدى به المجتمع وكل الأعراف بل وكل الديانات
وهى تمرد سلبى لأنه لا يواجه المشكلة ولا يتمرد ويحارب ويقاوم الأسباب التى أدت اليها بل يتمرد ضد الأشخاص متمثلين فى الأساس فى صورة الأب أو الأم أو كلاهما
هذا التمرد موجه ضد الذات لأنه ينتهى بأن ينفصل الشخص عن هويته الجنسية الحقيقية ليظهر السلوك المثلى كعرض ومظهر لهذا الانفصال أيضا وبدلا من تقبل المثلى لمشكلته باعتبارها مشكلة لها حل يبدأ فى النظر لها على أنها كارثة وتبدأ مرحلة الرفض والانكار ثم الصراع المرير للتخلص منها ثم الدخول فى مرحلة الاكتئاب الشديد التى قد تؤدى للانتحار وأخيرا يبدأ الشعور السلبى بالاستسلام لهذه الحالة كقدر محتوم كتب على الانسان ثم يبدأ فى تصديق خرافة ووهم أنه ولد هكذا وأن المثلية هى صفة يخلق بها الانسان وذلك فى محاولة لحل الصراع والتخلص من ذلك الاحساس الرهيب بالكآبة والذنب والهروب من المشكلة بدلا من مواجهتها وايجاد حل لها
وبشكل أكثر تفصيلا تكون المثلية تمردا سلبياعلى الذات عندما تبدأ بكراهية الوالد من الجنس الآخر الذى من وجهة نظر الشخص المثلى لم يستطع تقبله واعطائه الحب وبالتالى يرفض الشخص المثلى ذاته وبالتحديد يرفض ذكورته أو ترفض أنوثتها ويتمثل هذا الرفض فى السلوك المثلى الذى يمثل عرضا للانفصال عن الذكورة أو الانوثة
وقد يكون سببا آخر لهذه المشكلة تقديس الوالد من الجنس الآخر فالمثلى لا يرى الجنس الآخر الا على أنه ذلك الوالد المقدس ولذلك لا يحمل للجنس الآخر سوى مشاعر البنوة ولا يستطيع أن يشعر بأى مشاعر جنسية أو عاطفية تجاهه
يضاف الى ذلك فقدان الحنان من الوالد من نفس الجنس او أحيانا عدم القدرة على التعيين الذاتى أو أخذ صفات الذكورة من الأب أو الأنوثة من الأم نتيجة لغيابهم أو لقسوتهم الشديدة بطريقة تدفع الشخص المثلى الى الانفصال عنهم وبالتالى عدم القدرة على تكوين صفات الذكورة أو الانوثة ومن ثم تتجه ميوله الجنسية أو العاطفية الى نفس الجنس للحصول على الحنان المفقود منذ الطفولة وفى نفس الوقت لتعويض الاحساس المفقود بالانوثة أو الذكورة عن طريق التوحد والتعلق بشخص من نفس الجنس
وأحيانا يتقمص الطفل صفات شخص من نفس الجنس يكون قد اعتدى عليه أو تحرش به جنسيا فى الطفولة لتصبح مفهوم الذكورة أو الأنوثة لديه هو اقامة علاقة جنسية وعاطفية مع شخص من نفس الجنس ويكاد هذا فى أغلب الحالات يكون هو القاسم المشترك بين غالبية المثليين وعامل أساسى يضاف الى العوامل السابقة فى تكوين الميل المثلى السابقة
ولكن ما علاقة المثلية بالحب وهل هى حب؟؟
المثلية ليست حبا ولكنها هروب من الحب الحقيقى نتيجة الخوف من العلاقة العاطفية مع الجنس الآخر أو كراهية الجنس الآخر أو الاحساس المزيف بأن الشخص مرفوض من الجنس الآخر كنتيجة طبيعية لفقد الثقة بالنفس والانفصال عن الذكورة أو الأنوثة
اذا تكون المثلية هى البديل الخيالى عن الحب أو هى حب خيالى مصطنع مزيف لكنه كجرعة الخمر التى تسكن ولو مؤقتا الحاجة الفطرية للحب لدى الانسان
ومهما كان الخيال جميلا فانه يظل خيالا لا أساس له فى الواقع اذا يمكننا القول أن المثلية هى وهم الحب ولأنه وهم فانه سرعان ما يتبدد ويختفى كفقاعة الماء ولهذا يسهل كسر العلاقة المثلية ولا يكون بها الاخلاص المعهود فى الحب الطبيعى الفطرى وتكثر فيها الخيانة مع أكثر من شخص لأن هذا الانجذاب يقوم على أساس واه ضعيف وهو الانجذاب للشكل الخارجى أى أنها باختصار علاقة غير مستقرة قصيرة الأمد يسهل كسرها وتحدث دمارا هائلا عندما تكسر لأنها علاقة طفيلية غير ناضجة أساسها التعلق وهو الاعتماد الكلى على شخص ما عاطفيا ومعنويا بحيث يصبح ابتعاده مرادفا للانهيار التام للشخص الآخر وليس مستغربا بناءا على ذلك وغيره أن تكثر في المثليين الاضطرابات النفسية وتزيد معدلات الانتحار.

لكن العلاقة الناضجة هى علاقة بين كائنين مستقلين لا يعتمد أحدهما على الآخر ويستطيعان استئناف حياتهما بسهولة حتى ان تم انفصالهما عن بعضهما البعض دون انهيار أو دمار نفسى لأى منهما
اذا لا يمكن أن ترقى المثلية الى مستوى الحب لأنها فى الأساس علاقة غير ناضجة أشبه ما تكون بعلاقة بين أطفال
وسأقتبس هنا جزء من مقالة كتبت عن المثلية
تقول الباحثة "إليزابيث موبرلي": "إن سبب عدم مشروعية العلاقات المثلية نابع من كونها في واقع الأمر علاقة جنسية بين أطفال".. وهذا المفهوم يؤكد عدم نضج العلاقات المثلية وعدم قدرتها على منح السعادة أو الطمأنينة لأصحابها حتى في حالة استبعاد المعايير الاجتماعية أو الأخلاقية أو الدينية


ومما يؤكد فشل الحل المثلي أن 67% من المثليين يتحولون إلى السلوك الغيري في مراحل نضجهم والتي تختلف من شخص لآخر، وأن 75% ممن تزوجوا من جنس غيري عبّروا عن ارتياحهم للعلاقة الغيرية في الزواج، وبعضهم يتزوج وهو لا يحمل أي رغبة حسية في الشريك الزواجي من الجنس الآخر، ولكنه يتزوج بدافع تكوين أسرة وإنجاب أطفال، وشيئًا فشيئًا تتكون لديه مشاعر معقولة تجاه الجنس الآخر مع تكرار العلاقة الزوجية في جو مفعم بالسكينة والمودة والرحمة
:أسباب فشل العلاقات المثلية
فى كتابه الرائع شفاء الحب يذكر الدكتور أوسم وصفى عدة أسباب لفشل العلاقات المثلية أهمها مايلى
1) عدم قدرة المثلي على "رؤية الآخر" وعمل علاقة حقيقية معه. فالمثلي لا يبحث عن آخر وإنما عن "نفسه في الآخر".
المثلي يبحث عن ذكورته المفقودة (أو التي لم تتطور) وبالطبع لا يجدها لكونه يبحث في المكان الخاطئ، فيظل يبحث عنها بصورة قهرية في علاقات متتالية كمن يجري وراء سراب.
في واقع الأمر هذا هو سبب فشل العلاقات بين الغير الناضجين عموماً، سواء كانوا مثليين أم غيريين. لكن بين المثليين عدم النضوج هو القاعدة فى علاقاتهم
اذا فالعلاقة المثلية فيها نفى للآخر لأن المثلى لا يبحث عن آخر يتكامل معه لكنه يبحث عن هويته الجنسية المفقودة فى الآخر

2) العلاقة المثلية مبنية على الامتلاك وليس على التكامل الذى يحقق نجاح العلاقات سواء على المستوى العاطفى أو الجسدى فالتكامل يتحقق بالاختلاف أما التماثل فيقلل من التكامل. ما يجذب الرجل للمرأة هو رغبة دفينة لاكتمال الكائن البشري بعنصريه الذكري والأنثوي. أما الانجذاب المثلي فيحدث كمحاولة من الشخص أن يتكامل فردياً، أي يكمل الناقص في شخصيته هو. إذاً العلاقة المثلية علاقة مبنية على الامتلاك وليس التكامل. (وكل علاقة مبنية على الامتلاك لا التكامل لا يكتب لها النجاح طويلاًُ سواء كانت مثلية أم غيرية، لكن، مرة أخرى، هذا أكثر شيوعاً بين المثليين
).
3) العلاقة المثلية ليس بها الاخلاص المعهود فى الحب فهى علاقة تكثر فيها الخيانة وتعدد الشركاء لأن الجنس المثلي يميل للتركيز على الشكل والصفات الجسدية أكثر من الجنس الغيري. أغلب المثليين لا ينجذبون إلا لمن له صفات جسدية معينة (هذا أيضاً موجود في الجنس الغيري لكنه يكون علامة على عدم النضوج التركيز على الصفات الخارجية يجعل العلاقة تنتهي بمجرد أن يصاب أي من الطرفين بالملل أو بتغير شكل أحدهما بمرور السنين وظهور علامات كبر السن أو بالاصابة بالبدانة مثلا أو يكتشف شخصاً آخر فيه نفس الصفات ولكن ربما بشكل أجمل أو على الأقل "مختلف".
بعد مضي فترة من ممارسة العلاقات الجنسية العابرة مع مجهولين يفصل المثليين بين الجنس والحب، ويتجنبون العلاقات الحميمة، حتى لا يتعرضوا لمشاعر الهجر والترك، ويرضون بالجنس كبديل للحب وهذا يدل على فشل العلاقة المثلية فى منح الاستقرار النفسى العاطفى وكذلك يدل على سرعة تفككها ولهذا تتحول فى النهاية الى علاقات جنسية بحتة ليس لها علاقة بأى مشاعر ولاهم لها سوى ارضاء نزوة جنسية مؤقتة
كان هذا هو الاختيار النهائي لحاتم رشيد (في رواية عمارة يعقوبيان) فبعد أن حاول أن يقيم علاقة مستقرة مع عسكري الأمن المركزي وفشل، اضطر أن ينزل إلى الشارع لاصطياد أي عابر سبيل يقضي معه ليلته وينتهي الأمر. لكن الأمر انتهى (كما يحدث كثيراً في الواقع) بنهاية حياة حاتم على يد أحد هؤلاء الذين كان يلتقطهم من الشارع

هناك تعليق واحد:

  1. تحليل واقعى للمثلية

    وهذا ما يفتقده المثلين وأنا منهم
    معايشتهم للواقع .. ورفضهم التام
    ليه .. وبناء قصور فى الاوهام !

    ربما لم نقبل المثلية بذاتها
    ودا فى حد ذاته يشير الى الفطرة السليمه
    ولكن سنقبلها كـ مشكله مؤقتا ومرحلة
    تحتاج الى حل .. ونتقبل المثلين

    مش هستبعد عن نفسى الضعف والاحتياج
    والهروب من اقل المشكلات
    ولكن متقبله ده بكل اللى عانيته
    من رفض اسرتى ليا كفتاه ومعاملتها
    كعبد او مثال للست أمينه
    وختان نفسى قبل أن يكون ختان عضوى
    وتحرش من الجنس الاخر

    المثلية يا عزيزتى
    ليست مشكله الفرد المثلى فقط
    ولكنه مشكله المجتمع مشكله
    كل ما شارك فى انتهاك انسانيته
    وحرمانه فى تقديم حياة صحيه له كباقى البشر
    مشكله كل من كانت له يد وسبب
    لان يصبح مثلى ..

    وان استحق العقاب فالاسرة كذلك
    والمجتمع فالكل محاسب وليس المثلى
    فقط ..

    مقالة اكثر من رائعه
    وتحليل جوهرى للمشكله
    بتمنى كل المثلين يعرفوا
    حقيقه مشاعرهم
    وليهم الحق بعد كده انهم
    يقرروا يمشوا فى انهى اتجاه
    فلن يتم الاجبار

    وبشكرك على مساندتك ليا
    وتنوير شمعه امل فى حياتى
    اخترتى الاسم الافضل لكِ

    تحياتى
    روح الامل
    سأبقى على متابعتك :)

    ردحذف