الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

كيف تنتهى المثلية؟؟؟



ولكن السؤال الملح دائما هل حقا تنتهى المثلية؟؟ سأتحدث هنا من واقع تجربتى الشخصية وليس بناء على مقالات أو نظريات أكون قد قرأتها
استمرت تجربتى مع المثلية 17 عاما منذ سن الرابعة عشر وحتى سن الواحدة والثلاثين وقبل أن أتحدث عن نفسى سأجيب على السؤال الذى طرحته فى البداية هل حقا تنتهى المثلية
يعتمد ذلك اعتمادا كليا على ادراك الشخص لمفهوم المثلية.ذلك الادراك الذى يشمل اعتقاداته ومشاعره وتجاربه الشخصية
فاذا ربط الانسان شيئا ما أو تصرف ما بالسعادة فانه سوف يداوم عليه حتى يصبح عادةعنده مهما كان هذا الشئ أو ذلك التصرف خاطئا أو مضادا لقيم الشخص الروحية والأخلاقية ينطبق ذلك على تدخين السجائر وتعاطى المخدرات فبرغم علم الشخص المدخن أو المدمن بخطورة التدخين والادمان الا أنه لا يستطيع التوقف عنه لأنه مرتبط فى وعيه وادراكه بالسعادة وكذلك اذا ربط الانسان شيئا ما بالألم أو التعاسة فانه سوف يبتعد عنه
ولدى بعض المثليين ترتبط المثلية فى ادراكهم بالسعادة بينما يرتبط طريق التعافى من المثلية فى وعيهم بالتعاسة والألم رغم أنه قد يكون أيسر وأقصر وربما كل ما يحتاجونه هو تغيير نظرتهم وادراكهم لطريق الشفاء فهذا الطريق لا يبدأ كما يعتقدون برفض النفس والصراع مع الذات الذى يرتبط فى وعيهم بالألم الذى عانوه عندما اكتشفوا مثليتهم ورفضوها وعاشوا صراعا مريرا مع النفس أدى بهم فى النهاية الى الاستسلام لفكرة المثلية بل على العكس انه يبدأ بتقبل المثلية وعدم رفضهاء
هناك من يعتقد أن المثلية حالة مؤقتة يمكن أن تزول. البعض الآخر يعتقد أنها صفة يولد بها المرء .
بالنسبة لى كنت أعتقد أنها نوع من أنواع الحب لكنه مختلف قليلا عن الحب الطبيعى بين الرجل والمرأة حتى حدثت لى صدمة الاكتشاف التى كانت نقطة البداية فى تغيير ادراكى تماما عن المثلية
أحب فى البداية أن أتحدث عن الوعى ما هو تعريف الوعى؟؟
الوعى هو حالة يتحد فيها القلب مع العقل فلا يكفى أن أعرف أن شيئا ما خاطئ بعقلى لكن المهم أن أعرف ذلك بقلبى أيضا لأن معرفة القلب هى البصيرة الحقيقية التى تقود أفكار الشخص ومشاعره ومن ثم تصرفاته .وكما بدأت المثلية بالتدريج ربما منذ الطفولة فى اللاوعى تنتهى أيضا بالتدريج لكنها تنتهى أسرع مما بدأت لأنها تنتهى عندما ينمو وعى الانسان وفى مرحلة يستطيع فيها القراءة واكتساب الخبرة والمعرفة بينما تكون بدايتها فى الطفولة حيث لا يكون العقل ولا الوعى قادرا على تمييز المثلية ومعرفة ان كانت خطأ أم صواب وكذلك مرحلة المراهقة التى يغلب فيها الطيش والاندفاع وراء المشاعر





بالنسبة لى سأذكر أهم الأشياء التى ساعدتنى على تجاوز مرحلة أو حالة المثلية ومن المهم أن أحدد ما هى حالتى بالضبط بعد انتهاء المثلية لم أعد الآن أشعر بذلك الجوع الشديد للحب من امرأة أصبحت أرى النساء كائنات عادية أصبحت أراهم كأصدقاء وبدأت أدرك الآن ميولى الفطرية ناحية الرجال تلك الميول التى كنت أكرهها وأقاومها أو أتجاهلها فى معظم الأحيان وليس معنى انتهاء المثلية أن نمحو هذه المرحلة من ذاكرتنا لكنها مرحلة من مراحل النمو ستعاودنا ذكراها ومن المهم ألا نحارب تلك الذكريات بل أن ننظر لها كمرحلة من عمرنا كنا فيها أقل وعينا. تماما مثل نظرتنا للطفولة التى تعاودنا فيها ذكريات نضحك فيها على أنفسنا وحتى لو عاودتنا بعض الأحاسيس من هذه المرحلة علينا ألا نتوقف عندها أو نتضايق منها فهى ليست الامجرد وسوسة وقتيةويكون الحل هو تجاهلها حتى تمضى وتنتهى

ومن المهم جدا فى بداية مشوار الخلاص من هذه الحالة أن نعترف بوجودها ولا ننكرها أو نرفضها بحيث نعيش فى صراع مع أنفسنا يوصلنا للاكتئاب .بل أن نتقبل أنفسنا كما هي ونقبل المثلية نقبلها كمشكلة لها حل وقابلة للشفاء

نعود الآن لذكر أهم الأشياء التى ساعدتنى على تجاوز المثلية
أولها هو اللجوءلله والدعاءله أن يخلصنى من هذه المشاعر غير الطبيعية وكانت الاستجابة من الله فورية ولن تصدقوا أن بداية الشفاء كانت صدمة اعتبرها الآن نعمة من الله
فى البداية كانت هناك صدمة جعلتنى أكتشف أن كل المشاعر والعواطف التى أكنها للنساء ماهى الا قناع لمشاعر جنسية بحتة
اكتشفت ذلك عندما تحدثت الى العديد من المثليات على الشات. وكان أهم ما يطلبونه منى هو الجنس, وأهم شئ يشغلهم هو ممارسة الجنس مع فتاة ليس الحب ولا العواطف كما كنت أتوهم. بالتأكيد لم أستجب لهم لكننى اكتشفت حينها ميولى الجنسية ناحية النساء وعندما اكتشفت تلك الميول اختفى كل احساس عاطفى شعرت به يوما ناحية امرأة اختفت تلك المشاعر والأحاسيس وأدركت عندئذ أن المثلية ليست حبا بل انها مشاعر جنسية منحرفة لا أكثر ولا أقل

وصدق الله العظيم حين قال فى كتابه الكريم:(أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون).فكلمة شهوة اعرابها مفعول لأجله أى تعبر عن سبب اتيان الفعل فسبب فعل قوم لوط هو الشهوة وأساس هذه العلاقة ليس عواطف ومشاعر وحب بل انها شهوة جنسية منحرفة وتكون العواطف بمثابة قناع أو حجاب كثيف على القلب تغطى به النفس الرغبة الجنسية الشاذة هذه العلاقة حتى وان بدأت بقناع العواطف والحب ستنتهى بأن تكون مجرد فعل شهوانى بحت يتعود عليه الجسم ويدمنه العقل كالمخدر لأن هذه العلاقة ليست حبا فى الأساس لذلك فسرعان ما ينطفئ فيها وهم الحب لتظهر على حقيقتها كمجرد طريقة شاذة لاشباع الرغبة الجنسية

من المهم جدا فى حالة المثلية أن تتحدث الى أشخاص يفهموا حالتك ولا يحكموا عليك بأنك سئ أو مرفوض أهم شئ ألا يكون الحديث عن المثلية ممنوعا لأنه كلما كتمت ذلك فى قلبك كلما زادت حالتك سوءا لابد أن تفضفض لشخص ما لكن يكون شخص موثوق به شخص متفتح تعلم مسبقا أنه لن يوبخك أو يعنفك أو يهرب منك


بالنسبة لى كان أول الأشخاص الذين تحدثت معهم عن حالتى كان أختى وأخى وكانوا أكثر من رائعين لقد تفهمونى ولم ينبذونى وقدروا حجم ما أعانيه وكانوا يطمئنوننى بأن ما أنا فيه هو حالة مؤقتة وسوف تزول ولا أستطيع أن أصف مدى الراحة النفسية التى شعرت بها بعد أن تحدثت معهم

الخطوة الثالثة أننى بدأت أهتم بمجال دراستى بدأت أقرأ كثيرا فيه وأفهم أشياء لم أفهمها من قبل وبدأت أنزل محاضرات من النت وأشترى كتب وأشعر بلذة الدراسة والتعلم واكتشاف الجديد فى مجالى لقد شغل ذلك وقتى وأعطانى ثقة هائلة فى النفس بحيث أننى أستطيع الآن العمل بثقة وأنا واثقة من النجاح
ومن قراءاتى عن المثلية كان هذا من أسباب الشفاء وهو أن أنمى الجانب الذكرى أو المذكر من شخصيتى. ومن صفات هذا الجانب الاهتمام بالطموح والعمل وتحقيق النجاح فيه وهذا من أبرز الأشياء التى ساعدتنى على اضمحلال واختفاء المثلية من حياتى

الخطوة الرابعة:هى أننى بدأت أراجع الطريقة التى أتصرف بها مع النساء وذلك بعد مشكلة كبيرة حدثت لى مع قريبتين لى. لقد ساعدت هاتين البنتين فى مراحل حرجة من حياتهما بعد وفاة والدتهما ثم فترة خطبتهما وزواجهما. أعطيت لهم كل ما يمكننى اعطاؤه من مساندة وخدمة كنت دائمة الاستماع لمشاكلهم. وكان بداخلى كالعادة رغبة فى اثارة اعجابهم والحصول على حبهم. كنت دائما أحاول أن أكون مرحة وأخلق جو المرح لأخفف عنهم مشاكلهم متمنية الحصول على حبهم ولكن ماذا حصل فى المقابل؟؟
لم تكن هاتان الفتاتين تباليان بى أبدا ربما شعرت كل منهما أنه ليس لدى مشاكل وأننى أعيش حياة مرفهة بسبب مرحى الزائد. الأهم من ذلك أن واحدة منهما بدأت فى تصيد الأخطاء لى واتهامى بأشياء لم أفعلها فى حياتى. ثم بدأت هذه الفتاة فى التطاول على شيئا فشيئا مع أنها تصغرنى بأعوام كثيرة. حتى انتهى بها الأمر الى أنها لا تتحدث معى سوى بالصراخ بلهجة الأمر وكأننى خادمة لديها وأخيرا عرفت أنها تحاول تشويه صورتى أمام الجميع .
ولأول مرة يصيبنى جرح غائر عميق من امرأة. صدمة أخرى جعلتنى أتوقف طويلا عند الطريقة التى أعامل بها النساء وهى المرح العطاء بدون مقابل وكأننى أفقد نفسى ولا أهتم بها معهن لقد أضعت نفسى وبدأت أبحث عنها فى عين كل امرأة لأننى لم أكن أحب نفسى بالقدر الكافى. تغيرت معاملتى لهذه الفتاة أصبحت أتحدث معها بأقل الكلمات لم أعد مرحة كما كنت لم أعد أهتم بها أبدا ولكم أن تتخيلوا كيف أصبحت تحترمنى هذه الفتاة بل وتخشى الآن أن تتفوه معى بأى كلمة تضايقنى

وأدركت عندئذ أن هذا ما أريده من النساء وهذا ما كنت أفتقده فى علاقاتى معهن الاحترام والتقدير وعندما حصلت عليه اختفت رغبتى تماما فى الحصول على الحب منهن لأننى الآن بدأت أحب نفسى أولا ولا أرضى لها بالذل والتذلل من أجل الحصول على وهم اسمه الحب وأغنانى الشعور بالاحترام والتقدير من امرأة عن طلب الحب منهن
الخطوة الخامسة: بدأت بتغير كامل فى علاقتى مع والدى عندما ساندنى فى هذه المشكلة التى حدثت لى مع هاتين البنتين وكان يسمع لى ونصحنى بالابتعاد النهائى عنهن وشعرت به يساندنى للمرة الأولى فى حياتى بعد أن كان دائم التوبيخ واللوم والنقد لى بدأت نظرتى له فى التغير سامحته على سنوات القسوة والتجاهل التى عشتها معه ومن المهم جدا أن نسامح آباءنا على الأخطاء التى ارتكبوها فى تربيتنا ومن المهم أن نفصل بين الخلافات التى تحدث بين والدنا ووالدتنا وبين علاقتهم معنا فلا نتحيز لطرف على حساب الآخر هذه المسامحة تساعدنا كثيرا على رؤية العالم بعيون مختلفة وعلى حل كثير من مشاكلنا النفسية تخلصت من شعور الكراهية والبغض ناحية أبى والذى كان يمتد لكل الرجال لم أعد أكرههم أو أحمل الرغبة القديمة فى الانتقام منهن

الخطوة السادسة: كانت مزيد من القراءة والاطلاع الذى جعلنى أدرك طبيعة المثلية وطبيعة العلاقات المثلية وكيف أنها ليست حبا وأنهاعلاقات غير ناضجة غير مستقرة وسريعة الانكسار. كذلك من أهم ما قرأت كان مقالا عن الفرق فى ممارسة الجنس بين الرجل والمرأة ومن أهم ما قرأت عن الصفات الذكرية أن الرجل وبحكم هرموناته الذكرية هو الأسرع استثارة جنسية ولذلك يكون هو المبادر دائما الى الجنس وهذا جعلنى أتفهم لحد ما أسباب التحرشات الجنسية. وان كنت لا ألتمس العذر أبدا لهؤلاء المتحرشين فاذا كانت المبادرة الجنسية طبيعة ذكرية الا أنه ليس من حق أى انسان التعدى على حرمات الغير وانتهاكها وأخذ ما ليس له من أجل اشباع رغباته . وكذلك قرأت أنه لكى يحدث تقاربا بين الجنسين لابد أن ينمى كل من الجنسين الصفات التى يتميز بها الآخر من ناحية الجنس .فعندما يكبح الرجل جماح رغبته الجنسية وميله للمبادرة التي ربما تصل للاستخدام أو العنف
و يستوعب الجانب الأنثوي الذي فيه الذي يميل إلى الاستمتاع بالمشاعر.
وعندما تطلق المرأة العنان لرغبتها الجنسية
وتعيد اكتشاف الجانب الذكوري الذي فيها
وتسمح لنفسها أن تبادر في الجنس،
عندئذ يقترب الزوجان من بعضهما البعض.تحتاج المرأة أن يساعدها الرجل ويعلمها أن تبادر في الجنس. كثير من الرجال يخشون أن يعلموا هذا لزوجاتهم لئلا يقمن به مع غيرهم! مثل هؤلاء الرجال يحتاجون لقدر أكبر من الأمان والثقة في أنفسهم وفي زوجاتهم.
كما يحتاج الرجل أن تساعده زوجته وتعلمه أن يبادر بالتعبير عن مشاعره، يشتري الهدايا والورود ويقول كلمات الحب.. وتعلمت أن كل انسان لديه جانب مذكر ومؤنث فى شخصيته. وأن الرجال يغلب عليهم الصفات المذكرة والعكس فى النساء. وأدركت أن الرجال لديهم أيضا جانب مؤنث فى شخصيتهم لم أكن أراه أو أشعر به وهو الحنان الرقة فى التعامل التفاهم والاستيعاب والاحتواء أدركت ذلك بوضوح فى زوجى . .وكذلك عندما تحدثت الى العديد من الرجال على الشات وكانوا يحدثوننى عن مشاكلهم العاطفية وأدركت عمق العاطفة الكبيرة السامية التى يحملونها للنساء اللاتى ارتبطن بهن. حتى بعد أن انتهت العلاقة كانوا لا يتحدثون بأى شئ سئ عن هؤلاء النساء رغم الاساءة التى واجهوها من هؤلاء النساء. وتغيرت عندئذ صورة الرجل فى عقلى فلم يعد هو الكائن الغريزى الذى لا هم له سوى ارواء شهوته الجنسية.لكن أصبحت أراه كانسان له مشاعر وأحاسيس وعواطف قد لا يجيد أو يستطيع التعبير عنها لكنها موجودة داخله

الخطوة السابعة: هى أننى بدأت أتأمل علاقاتى العاطفية مع النساء ووجدت أننى كنت أتخيل هذه الفتاة رجلا. وكنت أبنى العلاقة على وهم أن هذه الفتاة رجل وليست امرأة لكن الوهم يظل وهما. وتظل الحقيقة أن من أمامى هى امرأة لها طبيعة المرأة وليست طبيعة الرجل. ولهذا كانت تفشل العلاقة فى كل مرة لأن ما بنى على باطل فهو باطل. وقد أكد لى ذلك أننى أحتاج رجلا وأننى أحب الصفات المذكرة لأنها تكملنى تكمل شخصيتى. فالجرأة والقيادة والقوة البدنية صفات أتمنى وجودها لدى وهى صفات مذكرة لا توجد غالبا الا فى الرجل. وحتى ان وجدت فى امرأة تظل أيضا لها طبيعة المرأة ولا يمكن أن تحول هذه الصفات المرأة الى رجل

وصدق الله العظيم فى كتابه المعجز فى الآية 36 من سورة آل عمران:(( فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم

وليس الذكر كالأنثى أى من خلق تشريحيا ذكر يختلف نفسيا وجسديا عن من خلقت تشريحيا أنثى ولهذا لا يمكن أن تتحول المرأة الى رجل لمجرد اكتسابها بعض من صفات الذكورة والعكس صحيح

.ومن المؤكد أن السبب الرئيسى فى تفضيلى لعلاقة مع فتاة هى تربيتى التى قامت على الترهيب والعزل والتخويف من الجنس الآخر واالتحذير المستمر من علاقة مع الجنس الآخر ولهذا كان الأكثر أمانا بالنسبة لى هو علاقة عاطفية مع فتاة

أيضا من ضمن أبرز الأوهام فى حالة المثلية حيلة نفسية تلعبها النفس عندما كنت أدرك أننى معجبة بشخص من الجنس الآخر وهو أننى لا أحتاج الرجال لأنه لدى جميع صفات الرجال التى أحتاجها وهى حيلة نفسية للهروب من ذلك الاعجاب الذى قد يتحول الى حب
والوهم الأكبر هو اعتبار المشاعر فى حالة المثلية مشاعر حب بينما هى لا تعدو مجرد قناع يخفى وراءه رغبة جنسية مثلية

الخطوة الثامنة : كانت الزواج واعترف أننى تزوجت بعقلى اخترت رجلا شعرت معه لأول مرة بالارتياح وبالحنان. و كنت أدرك أننى ما زلت فى مرحلة المثلية وأن لى نقاط ضعف أخرى. شعرت بأن هذا الرجل يستطيع تحملى واحتوائى بالطبع لم أقل له أننى مثلية أو كنت مثلية. لأننى أدرك أن الزوج قد لايسامح فى هذه المسألة. المهم كان الزواج أحد الأشياء التى ساعدتنى الى حد ما فى التخلص من وسواس المثلية التى أعتقد أنها أشبه ما تكون بالوسواس القهرى أى أنها فكرة متسلطة أو مشاعر متسلطة

. وبالتأكيد ممارسة الجنس الطبيعى تساعد كثيرا فى التخلص أو التخفيف من حالات الوسواس ومن ضمنها وسواس التعلق المثلى. ولكن على الرغم من ذلك وربما أعتبر زواجى استثناء من القاعدة لكننى لا أنصح به المثليين الا عندما يشعرون بأنهم قادرون على عمل علاقة مع الجنس الآخر وتحمل مسئوليات الزواج. ويكون ذلك باستشارة الطبيب النفسى طبعا

وأنا الآن أتمرد . أتمرد على أهم أسباب المثلية فى مجتمعنا العربى ذلك المجتمع المزدوج الجاهل ذو التدين السطحى والدعارة المقنعة
أتمرد على التربية السائدة وهى تربية الترهيب والعزل والتخويف من الجنس الآخر
أتمرد على التربية التى تتجنب الحديث عن الجنس بل وتحرم وتجرم مجرد الحديث عنه والاشارة له
أتمرد على وسائل الاعلام التى تمتلئ شاشاتها بقصص الحب ومناظر العشق التى تخلق صراعا بين ما تربينا عليه وبين ما نشاهده دائما

وهى بذلك تشحن الشاب والفتاة بالرغبة الجنسية التى بالتأكيد لا تجد لها اشباعا ولا فهما فى ظل تلك التربية المتزمتة الجاهلة بالجنس وأهميته التى تخلق حاجزا نفسيا دائما ناحية الجنس الآخر بل ناحية الجنس عموما بحيث لا يجد الشاب أو الفتاة من يفرغ معه احساسه العاطفى سوى فرد من نفس جنسه حيث أن الصداقة هى العلاقة الوحيدة المتاحة فى ظل تلك التربية الجاهلة الحمقاء
أتمرد على كل أب وأم يظهرون خلافاتهم أمام أولادهم ويحاول كل منهما استقطاب أولادهم الى صفه وهم بذلك يعرضوا أمام الأولاد أسوأ ما فى العلاقة الغيرية وكيف أنها علاقة صراع أشبه ما تكون بالحرب بين الجنسين وليتهم يعرضوا أمام أولادهم لحظات من الحب كما يعرضون عليهم لحظات من الحرب
كل ذلك يجعل الأولاد يتجنبون اقامة علاقة مع الجنس الآخر خوفا من الدخول فى ذلك الجحيم الذين عايشوه من خلال علاقة أمهم بأبيهم

أتمرد على القسوة فى التربية. على عدم القدرة على حب الأولاد واظهار الحب لهم على العنف والنقد والتوبيخ واللوم المستمر

كل تلك الأشياء التى تجعل الشاب أو الفتاة يفقدون الثقة بأنفسهم ويستجدون الحب من الخارج بعد أن فقدوه فى بيوتهم ومن أقرب الناس اليهم
أتمرد على تربية الأطفال تربية تخالف هويتهم الجنسية أتمرد على الأسرة التى تربى الولد فيها بحيث تهمل ذكورته وتتجاهلها وتربيه كبنت وليس كولد
وأتمرد على الأسرة التى ترفض أنوثة ابنتها لمجرد أنها كانت تتمنى هذه البنت ولدا أو تتجاهل أنوثة البنت لكى لا تلفت نظر البنت الى جمالها وأنوثتها وتفتح عيونها الى الميل للرجال وذلك حتى لا تجلب لهم العار

أتمرد على نظرة المجتمع للمرأة تلك النظرة التى تتهم المرأة دائما سواء كانت متزوجة أو مطلقة أرملة أو آنسة المرأة متهمة دائما مذنبة دائما موصومة بالعار اذا حاولت التحدث الى رجل سواء كان قريبا أم بعيدا الخوف من كلام الناس يطاردها دائما مهما كان مركزها ودرجتها. بحيث تعيش عبودية حقيقية للمجتمع
تلك النظرة المتهمة المتدنية تدفع المرأة للرغبة فى الانتقام من المجتمع الذى يكبلها ويرفض أنوثتها فاما أن تعبر عن أنوثتها بشكل فج مبتذل واما أن تتجه للشذوذ انتقاما من المجتمع الظالم لها واما أن تصبح زوجة تعيسة فرض عليها الزواج بمن لا تريد وفى الوقت الذى لا تريده


أخيرا أهدى تجربتى الى كل المثليين سواء من يتمنى الخلاص من المثلية أو من هو سعيد وراض بمثليته وأقول لهم لابد أن تتجاوزوا مرحلة العواطف سواء السعادة بها أو التعاسة بها لكى تتأملوا مثليتكم بشئ من الحكمة والمنطق . ولى كلمة لكل منهما
أقول للمثليين السعداء بمثليتهم تأملوا حياتكم بقلوبكم هل أعطتكم هذه الحياة الأمان والاستقرار؟ هل هذه العلاقات المثلية مثمرة بناءة؟ وان كانت مثمرة ترى ماهى ثمرة ونتيجة هذه العلاقات؟ هل تشعرون فيها بالشبع العاطفى والاكتفاء واسألوا أنفسكم الى أين وصلتم بمثليتكم؟
وأقول للمثليين التعساء بمثليتكم لابد أن تتجاوزوا اكتئابكم. اقبلوا مثليتكم اقبلوها كما هى اقبلوها كمشكلة لها حل ان شاء الله. ولكنها ستنتهى بالتدريج وتحتاج الى صبر وكلما سرتم فى طريق التعافى سواء سرتم بمفردكم أو بمساعدة طبيب نفسى فى كل مرحلة من المراحل سوف ينمو وعيكم وستهديكم بصيرتكم الناضجة فى النهاية الى حل مشكلتكم وهناك العديدون ممن تخلصوا وتجاوزوا هذه المرحلة فلا تيأسوا الأمل موجود والشفاء مؤكد لمن أراد واختار طريق الله
وأخيرا أتمنى للجميع الخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك 11 تعليقًا:

  1. امراءة متمرده

    بوست أكثر أكثر أكثر من رائع
    فى عمق التجربه المثلية
    واكثر ما أعجبنى انه من قلبك
    من واقع تجربتك للمثلية
    بعيدا عن كل النظريات والكتب
    والمقالات والشعارات التى تدعو
    للتخلص من المثلية وكأن
    مشاعرنا أصبحت مفاتيح
    نتحكم بيها بالضغط عليها فى اى وقت

    ربما نختلف فى مواقف مررنا بها
    ولكن يظل المحتوى واحد

    سعددنى تمردك وتحديكِ للصعوبات
    والصدمه التى كانت بمثابة
    ماسح للغشاوة التى تغطى القلب
    والعقل عن تفهم المثلية

    واصرارك عن خروجك منها
    كم انا فخورة بتعرف على قلب شجاع
    فكل من يكسب معركه هو فى الحقيقه
    brave heart

    سعيده لرجوعك لفطرتك السليمه
    وبتمنى من كل قلبى لكِ دائما حياة مستقرة
    بعيد عن اى صراعات :)

    وانتظرى خروجى منها قريبا
    فلن استسلم ولن أكون اقل منك
    تمردا وشجاعه ووعيا :D

    ردحذف
  2. المقالة رائعه بصراحه وفيها قدر كبير من العقلانيه المفتقده في الحديث عن هكذا موضوع

    جدا استمتعت بها!! جد بحييكي عليها

    ردحذف
  3. I enjoyed the honesty in your article, and I am glad that at the end you have a family that support you in this situation.

    ردحذف
  4. أنت تفترضين أن الميول الجنسية هي مسألة حدّية، أي أن الإنسان إما مثلي أو ليس، و هذا غير صحيح، لأن الميول الجنسية للبشر مسألة معقدة، و قابلة للتغير و تعدّل نسبها طوال حياة الفرد، فقد يميل شخص إلى جنس معين في وقت ما من حياته، و ثم يبدأ في تقبل الميل إلى جنس آخر في وقت أخر من حياته مع احتفاظه بقدر يزيد أو ينقص من الميل إلى الجنس الأول. المسالة ليست حدية.

    كذلك أنت كانت لديك أزمة ذاتية مع ميولك الجنسية، و كنت تحسبينها بلاء من الله و تتقربين إليه كي يهديك، هذا شأنك، لكن لا تفترضي أن المثليين جميعهم لديهم هذا القلق و الرفض الداخلي، فالبنسبة للعديدن منهم الميل إلى جنسهم شيء طبيعي ألفوه و لا يسبب لهم قلقا نفسيا. من الجميل أن ما ستقريت عليه حاليا يرضيك.

    كما أنك تفترضين أن المثلية مرتبطة بممارسة الجنس أساسا، لكن كما يوجد حب عذري بين رجل و مرأة، و يوجد عشاق لم يمارسوا الجنس مع معشوقيهم أبدا، كذلك المثليون، قد يشعرون بانجذاب عاطفي و وجداني مع شخص من نفس جنسهم دون أن تكون لذلك بالضرورة تبعات من الانجذاب الجنسي أو الممارسة الجنسية. تسطيح المسألة و قصرها على الممارسة الجنسية هو تبسيط لمخل للنفسية البشرية و للعلاقات الإنسانية. نحن لا نستطيع أن نعرفها بهذه الحدة

    لو قرأت السير الذاتية للأشخاص الذين خاضوا في تفاصيل حيواتهم و منها أحاسيسهم و تطورهم العاطفي و الجنسي فقد تدركين أشياء أخرى.

    ردحذف
  5. اعتقد انها مجرد مرض ناتج عن خلل هرمونى او نفسى و لكنها قطعا شذوذ

    ردحذف
  6. انا مكنتش اعرف حاجه عن المثليه ولما قريت تجارب لناس كتير حسيت ان السبب او اللوم يقع عليهم فى وصولهم للحاله دى ولكن الان انا متفهمه الموضوع
    اعتقد ظروف اجتماعيه سيئه على ضغط عصبى على ضعف فى مواجهة نقاط الضعف بالشخصيه وبعد عن طريق التدين وتفكك فى الاسره واصحاب السوء وظروف قهريه جعلت الشخص يوصل للحاله دى يعنى مجموعه من العوامل
    ربنا يشفى كل انسان يحاول الوصول للحياة الطبيعيه والصحيه والاساس فى الشفاء هو اقتناع الشخص باهمية التصليح والتعافى من هذا المرض

    ردحذف
  7. مع خالص احترامى لكِ سيدتى، من كلامك ووصفك لمشاعرك والأحداث التى مررتى بها استطيع ان اقول بما يشبه الجزم انك لم تكونى ولا انت مثلية ابداً.
    اتفق تماماً مع كلام ألف، خصوصاً فى ما يتعلق بافتراضك ان المثلية ترتبط بشكل اساسى بممارسة الجنس .. ولا اعرف على الا اساس تم بناء هذا الافتراض؟ أنا امامك هنا، مثلية اعترف بمشاعرى المثلية كما انى اعترف انى لم افكر يوماً مجرد التفكير فى ممارسة الجنس وذلك لان - صدقى أو لا تصدقى - منا من يخاف الله حتى لو كان ذلك على حساب كبت مساعر نعتبرها نحن طبيعية لانها ببساطة مشاعر توجد داخلنا شئنا ام ابينا.

    ردحذف
  8. أعتذر عن تأخرى فى الرد لانشغالى الفترة الماضية ولبعض الأعطال فى النت وأشكر جميع من علق على هذه المقالة . تصحيحا لبعض المفاهيم لدى ألف وكيمو أنا أعرف تماما أن المثلية غير مرتبطة بالجنس و~أنها تبدأ بمشاعر عاطفية بحتة وقد تتطور الى مشاعر جنسية أو لا تتطور بحسب ظروف كل انسان بمعنى أنه قد يتاح لشخص أن يمر بتجرية جنسية كترجمة أو تعبير عن مشاعره العاطفية تجاه شخص من جنسه بينما قد لا يتاح ذلك لشخص آخر وكذلك لا داعى لأن ننكر أن هناك من المثليين من يشعر فقط بمجرد الميل الجنسى البحت دون وجود لأى عاطفة أو دون أن يكون هناك سيطرة كبيرة للعاطفة ولعل هذا يفسر أحيانا تعدد الشركاء المثليين بالنسبة لشخص مثلى أو وجود علاقات مثلية متعددة فى وقت واحد لنفس الشخص ولا يمكن أن نسمى جميع هذه العلاقات حب

    على أى الأحوال قد تكون الميول المثلية بحسب ما قرأت مرضا فى حد ذاتها أو عرضا لمرض آخر كالوسواس القهرى مثلا الذى من أنواعه المشهورة وسواس التعلق المثلى كذلك من أهم الأمراض التى يكون الميل المثلى عرضا لها جنون الهذاء أو البارانويا وغيرها من الأمراض
    كذلك تختلف نظرة المثليين لميولهم منهم من يرى أنها مرض ومنهم من يتبع المدرسة الغربية فى تصنيف المثلية على أنها ليست مرض بل مجرد اختلاف فى التوجه الجنسى وهنا يأتى الدين كعامل أساسى فى رفض أو التمسك بهذه الميول وتحديدا درجة الايمان بأن الله هو من لديه العلم المطلق وأنه عندما يحرم شيئا فهو يحرمه لسعادة الانسان وليس لتعاسته

    ردحذف
  9. السَلامُ عليكمْ ورَحمة الله .. ,

    لأكُون صريحاً معك .. , لم أقرأ اتدوينة بكاملها فقد وصلت لـ منتصفها مُدركاً أن باقِي السطُور هِي تماماً ما كُنت أبحث عنه .. كُلما قرأت أكثر كُلما أعجبتُ بـ الوعِي العَميق .. , سأقُوم بقراءتها كُلها بعد حفظها فِي المفضلَة .. لكــنني لم أستطع انتظــار اكتمال التدوينــة وعدم التعليقْ ..

    فعلاً أنتِ إنسانه جبّـــارة ! وأتمنى من جَميعْ المثليينْ أن يتفهمُوا مــا كتبته إنتِ للتو! فالمثلية فِي الإسلام لا وجُودَ لها ! اثنانِ لا يتوافقــان ! إما المثلية وإمــا الإسلامْ !

    سلمت أناملك .. ,

    ردحذف
  10. عزيزى مسلم أشكرك على تعليقك الجميل وأتمنى الشفاء لجميع المثليين الذين لا يرضون عن مثليتهم ويبحثون عن الحل وأعود لأقول ان المثلية هى القناع المزيف وليست أبدا هى الحقيقة لم يخلق الله شخصا مثليا الحقيقة هى أننا جميعا خلقنا على الفطرة وتأتى أخطاء التربية وتناقضات المجتمع لتفسد هذه الفطرة وتعطل الطاقة الجنسية عن المضى فى طريقا الطبيعى الذى أراده الله

    ردحذف
  11. الحمد الله ع رجوعك لطبيعتك واتمني من الله يوفقني بما امر به :(

    ردحذف