الأحد، 29 يناير 2012

وسيلة علمية للخلاص

بعد أن عرضنا في المقالات السابقة الاكتشافات العلمية وتطابقها الكبير مع العلوم الدينية، وبعدما استطاعت الفئات العلمية في الدخول في أعماق الذات والمستويات الروحية، وإظهار حاجة النفس البشرية للتحرر من الضغوط والانطباعات وبالتالي أعطى العلم التفسير الواضح لحاجة الإنسان في الصلاة والتعبّد. بقي على العلم أن يجد الوسيلة الصحيحة لتحقيق غاية الحياة في التحرر النفسي من الانطباعات، أي التخلص من الخطيئة كما يرد في التعاليم الدينية.

البحث عن الوسيلة لاختبار السكينة



منذ حوالي خمسين سنة تجري التيارات العليمة الدراسات المتعمقة عن جميع التقنيات المعروفة للتطور النفسي والروحي، بما في ذلك الممارسات الدينية في كل الأديان الحديثة (المعروفة بالأديان السماوية) والأديان القديمة في شرق آسيا. وجد العلم العديد من الطرق والممارسات التي تختلف كثيراً عن بعضها البعض. في الديانة المسيحية هناك أكثر من 372 طريقة مختلفة في الممارسات والطقوس الدينية، وفي الإسلام هناك 78 طريقة وفي اليهودية أيضاً كذلك، أما في الديانات القديمة هناك طرق مختلفة تعد بالآلاف، إضافة إلى الممارسات الحديثة مثل اليوغا وتقنيات التنفس وتقنيات التركيز والتأمل. وفي ظل هذا العدد الكبير من الطرق والممارسات والتقنية وجد العلم أن هذه الطرق جميعها تصنف بفئتين أساسية، منهم من يعتمد التركيز ومنهم من يعتمد التبصر أو التمعن.

تقنيات التركيز

في تقنيات التركيز يضع الممارس لهذه التقنيات غرض ما في مجال عقله الواعي ويركز كل انتباهه عليه لأطول مدة ممكنة. مثال على ذلك أن يستخدم صورة أو كلمة أو صفة أو شمعة أو أي غرض آخر. في عملية التركيز يحشر الإنسان عقله الواعي في نقطة واحدة. وهذا يتطلب جهد من الإنسان في أن يمنع العقل الواعي من أن يشرد عن الغرض الذي يركّز عليه. إن طبيعة العقل تتطلب التركيز خلال عمل الإنسان، فالإنسان يركز على عمله كي ينجز العمل بشكل صحيح. وبالتالي لا يمكن أن يكون التركيز وسيلة من أجل إحداث موجة ساكنة على مستوى النفس. ربما تكون تقنيات التركيز قد أتت بهدف الوصول إلى حالة عدم الحركة العقلية، التي كان من المعتقد أنها ستعطي الراحة النفسية أو السكون النفسي. ولكن الدراسات العلمية لم تستطع تأكيد ذلك.

تقنيات التبصر

أما تقنيات التبصر أو تحليل المعاني، فهي في أن يفكّر الإنسان بموضوع معين أو كلمة أو جملة أو عبارة من كتاب مقدّس أو أي كلمة أخرى، ويدخل في تحليل المعنى لما يفكر به. في تقنيات التبصر لا يحشر الإنسان عقله الواعي في نقطة واحدة، بل يجعله يسرح في المعاني، وبالتالي يظل العقل الواعي متنابضاً في المستويات العقلية، ولكنه لا يستطيع الوصول إلى حالة السكون التي تسمح للعقل أن يتجاوز نشاطه الفكري، ويختبر السكون النفسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق