الأحد، 29 يناير 2012

الوصول لحالة السكينة النفسية عن طريق الوصول لحالة الهمود

هكذا نجد أن معظم الطرق والأساليب المعتمدة في جميع أنحاء العالم وجميع الديانات، لم تعطي الإنسان القدرة على تحقيق هدفه الأسمى وهو في أن تصل النفس البشرية إلى حالة من الاستقرار التام. أي بلغة العلم إلى حالة الهمود التام. في علم الفيزياء يقولون أن الرابط بين الحقل النسبي والحقل المطلقة هو ما يعرف بالكوارك، وهو العنصر الذي يعطي البروتون ليكون نواة الذرة، هذا الكورك هو ليست سوى موجة تتنابض كي تصل إلى سرعة فائقة وعند بلوغها أقصى مجال من السرعة تعطي أو بروتون. هذه الموجة وكل موجة أخرى تنطلق من السكون ومن ثم تبدأ بالتنابض إلى أن تصل إلى سرعتها الأقصى. يعتبر العلماء أنه بواسطة الكورك يمكن الانتقال من الحقل النسبي المتفاعل إلى الحقل المطلق الساكن. أما على صعيد الإنسان، فيجب أن نجد ما له صفات مثل الكورك أي أن يكون متفاعلاً من جهة وساكناً من جهة أخرى، وبعد البحث لم يجد العلم سوى "الصوت" الذي يكون ساكناً من جهة ومتفاعلاً من جهة أخرى. يستطيع الإنسان أن يستخدم صوتاً معيناً كي يأخذ عقله الواعي من المستويات السطحية إلى مستوى السكون، وبالتالي يحدث ما نسميه الموجة الساكنة على المستوى النفسي الأمر الذي يساعد على إزالة الانطباعات النفسية.

تقنية جديدة مثبتة علمياً

وهنا تقدم العالم الهندي المعروف عالمية بعرض تقنيته الحديثة على المراجع العلمية، والتي يقول أنها تستطيع أن تأخذ العقل الواعي إلى اختبار حالة من التسامي التي تعطي السكون المطلق، وقال مهاريشي أن تقنية لا تعتمد على أسلوب التركيز أو أسلوب التبصر، بل هي تعتمد على طبيعة العقل في الاستقرار في الحقل غير المحدود من الوعي الصافي الموجود في داخل كل إنسان. مهاريشي الحائز على الماجستير في الرياضيات والفيزياء، تتلمذ على يد معلم عظيم في الهند اسمه غورو ديف سوامي برهمناندا ودرس منه علوم الفيدا لمدة ثلاثة عشر سنة، هو واضع التقنية المعروفة عالمياً وهي تقنية التأمل التجاوزي. وقد عمل مع مهاريشي عدد من العلماء وأسس عدة مراكز للدراسات العلمية وجامعات حول العالم. وهذه المؤسسات تضع المناهج التطبيقية لعلوم مهاريشي الفيدية بما في ذلك برنامج التأمل التجاوزي.

تقنية فريدة تعطي حالة السكون

لقد أجر العديد من العلماء الأبحاث حول تقنية التأمل التجاوزي، بات هؤلاء العلماء يعتبرون أن تقنية التأمل التجاوزي هي التقنية الفريدة التي تسمح للعقل الواعي في أن يختبر الحقل التجاوزي - الوعي الصافي - في حين أن التقنيات الأخرى تعطي حالة من الاسترخاء والراحة. عندما يصل الإنسان إلى حالة السكون في التأمل التجاوزي، يستطيع أن يتخلص من الانطباعات والضغوط النفسية. ويتم اعتماد هذه التقنية في المناهج التعليمية في عدد كبير من المدارس حول العالم، كما يتم اعتمادها كتقنية للوقاية والعلاج من الأمراض، وتعتمد من قبل المؤسسات التجارية كبرنامج لتنمية قدرات الموظفين والعمال، وتستخدم أيضاً في عدد كبير من برامج إعادة التأهيل لمصابي الحروب والمساجين والمدمنين على المخدرات والكحول، وعلاوة على ذلك تستخدم في مجموعات لخلق التماسك في الوعي الجماعي في البلد وخلق المنعة التي لا تقهر لكل وطن وللعالم ككل. كما يصرح عدد من رجال الدين من الديانات المختلفة أن ممارسة هذه التقنية تساعدهم على التعمّق أكثر في صلواتهم وتقربهم من الله.

وبذلك نختم هذه السلسلة من المقالات حول التلاقي بين العلم والدين الأمر الذي يفتح لنا المجال في تحديث حياتنا ومعتقداتنا الدينية بشكل يجعلنا قادرين على تحقيق غاية الإنسان وغاية كل دين والعيش في الجنة على الأرض.

وسيلة علمية للخلاص

بعد أن عرضنا في المقالات السابقة الاكتشافات العلمية وتطابقها الكبير مع العلوم الدينية، وبعدما استطاعت الفئات العلمية في الدخول في أعماق الذات والمستويات الروحية، وإظهار حاجة النفس البشرية للتحرر من الضغوط والانطباعات وبالتالي أعطى العلم التفسير الواضح لحاجة الإنسان في الصلاة والتعبّد. بقي على العلم أن يجد الوسيلة الصحيحة لتحقيق غاية الحياة في التحرر النفسي من الانطباعات، أي التخلص من الخطيئة كما يرد في التعاليم الدينية.

البحث عن الوسيلة لاختبار السكينة



منذ حوالي خمسين سنة تجري التيارات العليمة الدراسات المتعمقة عن جميع التقنيات المعروفة للتطور النفسي والروحي، بما في ذلك الممارسات الدينية في كل الأديان الحديثة (المعروفة بالأديان السماوية) والأديان القديمة في شرق آسيا. وجد العلم العديد من الطرق والممارسات التي تختلف كثيراً عن بعضها البعض. في الديانة المسيحية هناك أكثر من 372 طريقة مختلفة في الممارسات والطقوس الدينية، وفي الإسلام هناك 78 طريقة وفي اليهودية أيضاً كذلك، أما في الديانات القديمة هناك طرق مختلفة تعد بالآلاف، إضافة إلى الممارسات الحديثة مثل اليوغا وتقنيات التنفس وتقنيات التركيز والتأمل. وفي ظل هذا العدد الكبير من الطرق والممارسات والتقنية وجد العلم أن هذه الطرق جميعها تصنف بفئتين أساسية، منهم من يعتمد التركيز ومنهم من يعتمد التبصر أو التمعن.

تقنيات التركيز

في تقنيات التركيز يضع الممارس لهذه التقنيات غرض ما في مجال عقله الواعي ويركز كل انتباهه عليه لأطول مدة ممكنة. مثال على ذلك أن يستخدم صورة أو كلمة أو صفة أو شمعة أو أي غرض آخر. في عملية التركيز يحشر الإنسان عقله الواعي في نقطة واحدة. وهذا يتطلب جهد من الإنسان في أن يمنع العقل الواعي من أن يشرد عن الغرض الذي يركّز عليه. إن طبيعة العقل تتطلب التركيز خلال عمل الإنسان، فالإنسان يركز على عمله كي ينجز العمل بشكل صحيح. وبالتالي لا يمكن أن يكون التركيز وسيلة من أجل إحداث موجة ساكنة على مستوى النفس. ربما تكون تقنيات التركيز قد أتت بهدف الوصول إلى حالة عدم الحركة العقلية، التي كان من المعتقد أنها ستعطي الراحة النفسية أو السكون النفسي. ولكن الدراسات العلمية لم تستطع تأكيد ذلك.

تقنيات التبصر

أما تقنيات التبصر أو تحليل المعاني، فهي في أن يفكّر الإنسان بموضوع معين أو كلمة أو جملة أو عبارة من كتاب مقدّس أو أي كلمة أخرى، ويدخل في تحليل المعنى لما يفكر به. في تقنيات التبصر لا يحشر الإنسان عقله الواعي في نقطة واحدة، بل يجعله يسرح في المعاني، وبالتالي يظل العقل الواعي متنابضاً في المستويات العقلية، ولكنه لا يستطيع الوصول إلى حالة السكون التي تسمح للعقل أن يتجاوز نشاطه الفكري، ويختبر السكون النفسي.

الموجات الساكنة

عندما يصل العقل إلى حالة السكون تبدأ الانطباعات النفسية بالتلاشي نتيجة الموجات الساكنة التي أثرت على الموجات المتوترة، وبالتالي يتم إلغاء مفعول الموجات المتوترة بالموجات الساكنة. هذا هو التحليل العلمي للتخلص من الانطباعات النفسية. في الطب النفسي يستخدمون نوع من المسكنات ليكسب لإنسان الراحة. ولكن هذه المسكنات لا تزيل التأثيرات السلبية للانطباعات النفسية، بل تخدّر التوتر الذي يبقى في الجهاز العصبي، ويعود التوتر بعد انتهاء مفعول الدواء المسكّن. لذلك يبحث العلم الآن عن وسيلة فعّالة.

طبيعة العقل



فلنتوسع في الشرح. أولاً يتوجب علينا أن نفهم طبيعة العقل. هناك ما يسمى العقل الواعي، أي المقدرة العقلية التي يتحكم بها الإنسان، وهناك عدة مستويات للعقل، وهي بالتدرج من المستوى السطحي إلى المستوى العميق: الإدراك الحسّي (الحواس)، ومن ثم الذاكرة، فالعقل المميز (الفكر) ومن ثم شعور الأنا. وبعد مستوى الشعور وإذا تابعنا الدخول في الأعماق ندخل في المستوى النفسي ومن ثم المستوى الروحي.

إن كل مستوى من مستويات العقل له وظائفه وله نمط لتفاعله، فمستوى الإدراك الحسي يدرك الإنسان من خلال الحواس، وفي مستوى الذاكرة نتذكر المشاهد والروايات، وفي مستوى العقل التمييزي ندخل في التحليل المنطقي، أما في مستوى الشعور بالأنا، يتفاعل العقل بالمشاعر والعواطف. ومن أجل أن نأخذ عقلنا الواعي إلى المستويات النفسية عليه أن يتجاوز هذه المستويات العقلية، ولكل مستوى هناك وظيفة له، في المستوى الإدراك الحسي علينا أن نشغّل الحواس الخمس. ومن أجل أخذ العقل الواعي إلى مستوى الذاكرة علينا أن نتذكر ما نعرفه. ومن أجل الوصول إلى العقل التمييزي، علينا أن ندخل في تحليل الأمور، أما للوصول إلى مستوى الشعور، علينا أن نثير العواطف. ومن أجل أن نتجاوز مستوى العواطف علينا أن نصل إلى أعمق مستوى من العواطف، والمستوى الأعمق للعواطف نصل إليه بالحب والعشق والتعبد، وكي نستطيع الوصول إلى تلك الحالة القصوى يتطلب ذلك تفاعل العقل والقلب معاً. هذا ما توصل إليه علم النفس. وعندما يصل الحب إلى مستوى العشق الخالص والتعبد، يتجاوز العقل الواعي جميع المستويات العقلية، ويختبر السكون المطلق، وبذلك يعطي موجة ساكنة على المستوى النفسي.

الصلاة بصمت

هذا الاستنتاج العلمي له ما يلاقيه في الديانات، فهي تدعوا الإنسان كي يكسب حالة السكون. في التوراة يرد في المزامير عبارة تقول: "استكينوا واعلموا أني أنا الله" وفي المسيحية يدعون للوصول إلى حالة الصمت في الصلاة. وفي الإسلام يدعون للصلاة كي تحل علينا السكينة. نجد أن الصلاة والممارسات الدينية الخاصة، لها تأثيرات تعطي الإنسان حالة السكون والسكينة، ونجد ذلك أيضاً في الحضارات القديمة، في الهند يسمونها حالة السمادي، أي السكينة المطلقة. كذلك نجد الأمر ذاته في حضارات الفراعنة وحضارات بلاد ما بين النهرين، واليونان والرومان وغيرها. وهذه هي الغاية الحقيقية لكل الممارسات الدينية.

السكينة النفسية من أجل الخلاص

بعد أن أظهرنا أن الحياة السعيدة والمنسجمة للإنسان تكون متوفرة عندما تكون النفس طاهرة من الانطباعات، وأظهرنا أهمية التخلص من الضغوط والانطباعات النفسية، علينا أن نجد الوسائل التي تساعدنا على التخلص من الانطباعات.

تقر الأبحاث العلمية أن أي فكرة أو كلمة أو عمل تحدث موجات من الطاقة تسرح في الكون، فترتطم بالموجودات الكونية وتؤثر على كل شيء ترتطم به. وأكثر من يتأثر بهذه الموجات هو من يصدرها. مثال على ذلك إذا أتت فكرة إيجابية لشخص ما، يشعر هذا الشخص بشعور إيجابي. هذا الشعور الإيجابي يعطي انطباعاً نفسياً إيجابياً. أما إذا أتت فكرة سلبية، فتعطي انطباع نفسي سلبي. تتجمع هذه الانطباعات النفسية وتلازم النفس، بشكل موجات متفاعلة من الطاقة، فتجعل النفس متفاعلة مع هذه الموجات وبالتالي تصبح النفس غير مستقرة، وهذا ما يعرف بالتوتر النفسي.

إعادة إحياء وسائل التطور الروحي

ومن أجل إزالة التوتر النفسي، يتطلب الأمر أن نحدث تأثيراً من السكون على المستوى النفسي، أي أن نرسل موجة ساكنة، عندما نرسل الموجات الساكنة تحدث توازناً بين الموجات السلبية والموجات الإيجابية، فتنعدم فعالية هذه الموجات التي تبدأ بإلغاء تأثيراتها. وبالتالي تبدأ الضغوط والانطباعات النفسية في الانخفاض التدريجي. ربما يتطلب الأمر مدة طويلة للتخلص من جميع الانطباعات، ولكن الوسيلة الوحيدة هي في إحداث موجات نفسية ساكنة باستمرار كي تلغي مفعول الموجات المتوترة.

هذا ما يبحث عنه العلم الآن، إنه يبحث على الوسائل والطرق التي تعطي موجات ساكنة على المستوى النفسي. وهنا لا بد أن نفهم الطبيعة البشرية كي نعرف كيف يستطيع الإنسان أن يصل إلى السكون. عندما يجلس الإنسان أو يستلقي يتوقف عن الحركة، ولكن الجسم لا يكسب حالة السكون، فيظل الجسم يتفاعل. لا يستطيع الجسم أن يكسب السكون إلا إذا استطاع العقل أن يكسب السكون أيضاً. ولكن السكون العقلي هو صعب المنال ما دام هناك توتر نفسي. ونحن نختبر ذلك بوضوح وعلى مدار الساعة، يظل العقل متأرجحاً بين الأفكار ولا يهدأ إلا لفترات وجيزة خلال النوم، ولكن حتى خلال النوم يدخل العقل في حالة الحلم التي هي حالة تفكير للعقل. إن إمكانية سكون العقل ممكنة إذا توفرت الوسيلة. إن العقل الذي يستطيع أن يفكّر باستمرار، يستطيع أيضاً أن يتوقف عن التفكير، ومع توقف العقل عن التفكير نختبر حالة من

هدف الحياة هو صفاء النفس

ا

إن طبيعة الإنسان التي تضم ثلاثة مستويات وهي الجسم والعقل والروح، تفرض أن يكون تطوّر الإنسان من خلال هذه المستويات الثلاثة. هناك مناهج جيدة للتطور البدني، وهناك مناهج جيدة للتطور العقل، ولكن نحتاج إلى مناهج جيدة للطوّر الروحي. بلغة العلم، يقولون أنه عندما يصل العقل الواعي إلى مستوى الحقل الموحّد الذي هو الوعي الصافي الموجود في داخل كل إنسان، يهمد كل نشاط فكري ما يعطي حالة من السكون أو السكينة التامة، وبالتالي تبدأ الانطباعات النفسية (Stress) بالتحلل من المستويات العميقة في داخلنا. ومن أجل الوصول إلى ذلك يقول العلماء نحن بحاجة إلى الوسيلة التي يستطيع العقل الواعي أن يستخدمها للوصول إلى مستوى الوعي الصافي الساكن.

الرابط بين المطلق والنسبي

في فيزياء الكم يعتبرون أن ما يعرف بالكورك، الذي يتحلى بصفتين في آن واحد، وهما الديناميكية من الجهة والسكون من جهة أخرى، هو الوسيلة التي تربط الحقل المطلق مع الحقل النسبي. أما على المستوى العملي، يشبّه الكورك بالصوت الذي يمكنه أن يكون ساكناً تماماً ويمكنه أن يكون ديناميكياً أيضاً. أما على مستوى الإنسان، فيمكن استخدام الصوت لأخذ العقل الواعي إلى مستوى الوعي الصافي. ومن هنا كانت تلك الممارسات للتأمل والتركيز والتبصر والتمعّن والصلوات والتراتيل والترانيم والذبائح الإلهية والأضاحي والنذور والتعاويذ الحجاب والكتابات الروحية. إن كل هذه الأمور تهدف إلى ربط المستوى السطحي من حياة الإنسان من المستوى المطلق أي المستوى الروحي. ولكن وبمجرد سردنا لهذه الوسائل نشعر أنها في غالبيتها ليست فعالة ولا تعطينا النتائج المرجوة، وذلك لسبب بسيط أن المجتمعات قد فقدت الطرق الصحيحة لاستعمالها. بمجرد أنها موجودة في التراث الشعبي للكثير من الشعوب والحضارات، هذا يعني أنها كانت فعّالة في مرحلة من مراحل التاريخ. أما الآن فقد ضاعت هذه المعرفة ولم يبقى منها سوى القليل جداً.

هدف الحياة هو صفاء النفس

إذا كان هدف الحياة هو صفاء النفس، كي تصبح صفاتها مشابهة لصفات الروح الإلهية، أي خالية من أي شوائب، خالية من الخطيئة، خالية من الانطباعات النفسية أو من الضغوط (stress) بلغة العالم. هل يستطيع العلم أن يعيد إحياء هذه المعرفة التي تؤدي إلى صفاء النفس. وهل يستطيع أن يقدم منهج علمي يتماشى مع كل الحضارات وكل الشعوب وكل الأديان وكل المعتقدات القائمة. إن التجربة مع العلم هي مشجعة جداً. فكل ما يتم اكتشافه علمياً تتبناه جميع الدول وجميع الشعوب بغدّ النظر عن المستوى العلمي أو الثقافي أو المعتقد الديني. بالرغم من أن بعد العلوم تجلب معها تقاليدها وطقوسها الخاصة بها، مثل القضاة الذين يلبسون الثوب الخاص بهم، والأطباء الذين يحلفون اليمين عند تخرجهم إلى أبولوس إله الشفاء عند الإغريق، وفي الكاراتيه يخضعون للمعلم الأكبر وفي اليوغا يسجدون للغورو، وبالرغم من كل ذلك، تدخل كل هذه التقنيات في مختلف الحضارات والشعوب.

وهكذا عندما يستطيع العلم أن يتبنى الوسيلة العلمية الأكيدة سيتم تبنيها من قبل جميع الشعوب، تماماً كما يتم تبني مناهج الرياضة البدنية المتنوعة منها الكاراتيه والكنغفو والرياضة السويدية وكرة القدم وكذلك العلوم على أنواعها، وبنفس الطريقة سيتم تبني الوسائل العلمية التي ستعطي التطوّر الروحي.

هناك عدد من التيارات العلمية التي قامت بأبحاث علمية خلال خمسين سنة ماضية، على العديد من الوسائل والتقنيات التي تهدف إلى التطوّر الروحي عند الإنسان، وهناك الكثير من النتائج

وسائل التخلص من الانطباعات النفسية

التركيبة الثلاثية البشرية

إذا فهمنا المعادلة التي شرحناها في المقالة السابقة: ر = ن + أ (روح = نفس + انطباعات)، وفهمنا أن الروح لا تستطيع الخلاص من ارتباطها بالحقل المادي إلا إذا كانت النفس والروح متطابقتان تماماً وبالتالي تكون الانطباعات تساوي صفر. إذا فهمنا كل ذلك، يبقى علينا أن نعرف كيف نتخلص من الانطباعات.

تركيبة الإنسان

يتميز الإنسان على باقي المخلوقات في طبيعة تكوين الدماغ البشري، الجزء الأمامي من الدماغ البشري لا يوجد شبيه له في باقي المخلوقات، هذا الجزء يعطي ميزتين إضافيتين للإنسان وهما: القدرة التمييزية والشعور بالأنا أي إدراك الذات، بينما باقي الحيوانات فلا يسمح لها دماغها سوى التصرّف والتفاعل بشكل غريزي.



إن هاتان الميزتان تسمحان للعقل الواعي أن يتخطى المستويات العقلية ويغطس في المستويات الروحية. ونحن نعلم، وكما شرحنا سابقاً، أن الإنسان له ثلاثة مستويات: وهي الجسم والعقل والروح. من أجل أن يتطور الإنسان عليه أن يتطور على هذه المستويات الثلاثة. في الأساليب التربوية والتعليمية الحالية، يوجد مناهج تطوّر الجسم مثل الرياضة البدنية على أنواعها، وأيضاً يوجد مناهج تطوّر العقل مثل العلوم والأدب، كالرياضيات والفيزياء واللغات وغيرها، ولكن يفتقد الناس إلى مناهج تعليمية تطوّر المستوى الروحي للإنسان، هناك قلّة من الناس الذي يتبعون العلوم الروحية. وإذا تعمقنا بما يتعلم هؤلاء الناس الذين يتبعون مناهج التطوّر الروحي، نجد الكثير من الفوضى والكثير من الضياع والكثير من الطرق التي لم تحقق هدف هؤلاء الأبرياء الذين يبحثون عن الحقيقة الكونية. لذلك نجد الكثير منهم يصلون إلى ممارسات ممتلئة بالتقشف والتنسك وقهر الذات وتحطيم الأنا وغير ذلك من العذاب من أجل التنوير. لكن حقيقة الحياة هي الفرح، وليس العذاب، لذلك تبيّن علمياً أن كل مثل هذه الطرق بلا منفعة.

ة

الانطباعات النفسية

من بين أهم المقالات التى قرأتها وغيرت وجهة نظرى للدين وربما للحياة كلها مقال يتحدث عن الاكتشاف العلمى لحقيقة الله وهى عبارة عن عدة مقالات منها مقدمتين وسبع مقالات كمقدمة علمية ثم المقال الثامن الذى يتحدث عن الاكتشاف العلمى لحقيقة الله بدلائل علمية بحتة ثم مقالتين فى غاية الروعة عن حقيقة الدين وهدف الحياة كلها وسوف اعرض اروع الفقرات فى هاتين المقالتين التى تلخص أهم أهداف الدين والحياة والتى دعت اليها مختلف الديانات على اختلاف طرقها ووسائلها وهاهى أهم الفقرات التى أعجبتنى

الانطباعات النفسية تلوّن على العقل

الجسم يعمل والعقل يدرك الوجود المادي من خلال الحواس الخمسة، يخزن العقل كل ما يدركه في الذاكرة وأيضاً في المستوى النفسي، فتتجمع عند الإنسان الانطباعات النفسية التي تؤثر على تصرفاته وقراراته. إن المعلومات التي تخزن في الذاكرة هي أقل أهمية من المعلومات المخزنة في المستوى النفسي. وذلك أن من طبيعة الإنسان النسيان، فينسى ما في ذاكرته. لكن الانطباعات النفسية ترسخ في النفس الخالدة. تؤثر الانطباعات النفسية على حياة الإنسان بشكل عام. إن كل شعور ومزاج وفكرة وعمل، وكل ما نقوم به يتأثر بالانطباعات النفسية. حتى أن الانطباعات النفسية الفردية تؤثر على من حولنا وما حولنا من إنسان وحيوان ونبات. هذه الانطباعات النفسية هي التي تلوّن وتغير الطاقة التي تندفع من الروح إلى العقل. وبالتالي وحسب هذه الانطباعات النفسية يتصرف العقل إيجابياً أو سلبياً. هذه الانطباعات النفسية تعرف بلغة الطب Stress أو الإجهاد والضغوط.

في المقالة المقبلة سنتكم عن وسائل التخلص من الانطباعات النفسية.

كيف نتخلص من الانطباعات؟

وهنا يطرح السؤال نفسه، كيف نتخلص من الانطباعات النفسية أو من الضغوط، أو بلغة الدين، من الخطيئة. قبل أن ندخل فيما يدعو له العلم والطب تحديداً للتخلص من الضغوط. فلندخل من المنظور الديني أولاً. إذا راجعنا جوهر كل الديانات وبما في ذلك الديانات القديمة التي فقد أتباعها جوهرها الحقيقي وضاعة منها الحقيقة الأزلية، إن جوهر كل دين هو أن الكون قد انبثق من حقل غير ظاهر هو حقل الله، ومنه خلق كل شيء وبه يحيى كل شيء وإليه يعود كل شيء.

إن كل ما خلق من الله سيعود إلى الله، ولكل مخلوق جسد وروح، الروح خالدة أما الجسد فان، تعود روح الإنسان إلى الله عندما يكون تقياً وطاهراً من كل خطيئة. أما الممارسات الدينية فكانت من أجل أن يستطيع الإنسان أن يطهر نفسه من كل خطيئة وأن يعيش الحياة بالتقوى والفرح والسعادة.

هذا هو بكل اختصار هدف كل دين، أما الصلاة فهي ليست من أجل الله، إن صلاة البشر لا تزيد الله بشيء، فهو المطلق وغير المحدود، أنما الصلاة والممارسات الدينية هي من أجل صفاء النفس البشرية وتقربها من الله كما تقول الديانات. عندما نقول تقربها من الله، يقصد بذلك أن تصبح صفاتها مشابهة لصفات الروح الإلهية، أي خالية من أي شوائب، خالية من الخطيئة، خالية من الانطباعات النفسية أو من الضغوط (stress) بلغة العالم. في كل دين هناك ممارسات مختلفة، ولكنها جميعها لها هدف واحد، ألا وهو العيش بالسعادة والجنة بعد الوفاة.

صيغة حسابية للذهاب إلى الجنة



يقول علوم الفيزياء أن فناء الوجود يحدث عندما تتفكك المادة، وينجذب كل شيء في حقل الجاذبية (الثقب الأسود) ومن ثم تهم الجاذبية في الطاقة الكونية. أما على مستوى الفرد، عند وفاة الإنسان، تتحرر الروح من الجسد لأن الروح خالدة، وتأخذ معها النفس لأن النفس خالدة أيضاً، أما إذا لم تستطع النفس التخلص من كل الانطباعات النفسية، تكون النفس غير صافية، وبالتالي لا تستطيع أن تهمد في الروح، وبالتالي لا تستطيع الروح الفردية أن تعود إلى روح الله الكونية. لذلك إن معادلة توحيد الروح الفردية مع الروح الكونية هي عندما تكون النفس هامدة في الروح الفردية. وهكذا تكون المعادلة:
ر= ن + أ (روح = نفس + انطباعات)

ومن أجل أن تعود الروح الفردية إلى حقل الروح الكونية يجب أن تكون " ر = ن " أي يجب أن تكون " أ " = صفر. وبذلك نتوصل إلى صيغة حسابية للذهاب إلى الجنة أو للوصول إلى حالة التوحيد وهي " ر = ن + صفر"، أي عندما تكون الانطباعات تساوي صفر كي تذهب الروح الفردية إلى الجنة.

الجمعة، 27 يناير 2012

المثلية وقانون الجذب

هل المثليين هم من يجذبون اليهم المثلية؟؟ عندما قرأت كتاب قانون الجذب أصبحت لا أشك فى ذلك فالمثلية فى أصلها فكرة ثم شعور وكما فهمت من قانون الجذب فان الفكرة لها قوة وطاقة تشد لها من الكون الأفكار والأحداث والأشخاص المشابهة لها أما المشاعر فهى كالمغناطيس القوى جدا الذى دائما ما يكون له قوة جذب كبيرة جدا لدرجة أن الشعور سواء كان ايجابى أم سلبى قد يشد له من الكون حدث مشابه له فمثلا وجد أن الأشخاص الذين كانوا يعانون من مشاعر سلبية وسيئة فى الغالب تقع لهم حوادث سير لأن تردد المشاعر السيئة قد توافق مع التردد السلبى لوقوع حادثة وبالمثل فالشعور الايجابى الذى يحمله الانسان عندما يضع هدفا ايجابيا يتمنى تحقيقه يشد له من الكون جميع الأحداث والأشخاص التى قد تحقق للانسان ما يريد
وفهمت حينئذ مفهومين من مفاهيم الدين العميقة وهى الرضى والدعاء فالرضى هى مشاعر ايجابية يأمرنا بها الدين عندما تحدث لنا أشياء وحوادث غير مرغوبة أو سيئة لأن الرضا فى هذه الحالة هو ذلك الشعور الايجابى الذى قد يجذب من الكون أحداث ايجابية تتغلب على سلبية الحادث الذى وقع لنا
أما الدعاء فهو فى أصله فكرة ايجابية وعندما يدعو الانسان من قلبه ويتأكد من اجابة الدعاء فانه يشحن تلك الفكرة بمشاعر ايجابية تؤدى الى جذب جميع الأفكار والأحداث والأشخاص التى تحقق هذه الأمنية أو الفكرة
ولهذا كان من وصايا الدين المشهورة أن ندع الله ونحن موقنون بالاجابة لأن ذلك الشعور القوى بالتأكد من الاستجابة سوف يكون السبب الرئيسى فى تحقيق الدعاء بما له من قوة جذب تجذب له من الكون ما يحققه
والله هو من وضع قانون الجذب لكنه برحمته وحبه لنا فهو يخرق هذا القانون بمعنى ان هذا القانون ينطبق على الانسان لكنه لا ينطبق على الله الذى خلقه لأنه لو كان كذلك لكان فناء الأرض والانسان بسبب أن المعاصى والجرائم التى ترتكب على الأرض لها من الترددات السلبية ما يمكنه بحسب قانون الجذب أن يتسبب فى فناء وزوال الأرض لكن الله هو السبب الأوحد فى بقاء الأرض وعدم فنائها
وذلك مصداقا للآية الكريمة:"( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) أي : لو آخذهم بجميع ذنوبهم ، لأهلك جميع أهل الأرض ، وما يملكونه من دواب وأرزاق
واستنتج من ذلك أننا مسئولين بشكل أو بآخر بمشاعرنا وأفكارنا عن جذب المثلية وجميع الأحداث والألآشخاص التى تؤكد وتحقق هذه الفكرة فاما أن يكون للشخص الذى لديه ميول مثلية مشاعر سلبية تجاه الجنس الآ خر هذه المشاعر سوف تجذب لها جميع الحوادث والأشخاص التى تؤكد هذه الفكرة بمعنى أن ذلك الشخص لو كان امرأة فسوف يرى دائما رجالا سيئين وأحداث تعمق الاحساس بكراهية الرجال مثلا كقصص الخلافات الزوجية التى يظلم فيها الرجل المرأة أو قد تعانى هى نفسها من سوء معاملة الرجال مما يدفعها الى تجنبهم ويعمق شعور الانجذاب المثلى ناحية النساء
كذلك الرجل المثلى قد يجذب بمشاعره الكارهة للنساء جميع الأحداث والأشخاص التى تؤكد كراهيته ونفوره منهن
ومن ناحية أخرى قد تجذب هذه المشاعر نفسها للرجل المثلى رجالا مثليين آخرين وأحداث تعمق المثلية داخله مثل أن تتهيأ الأحداث والظروف لاقامة علاقة مثلية
وبهذا أعتقد أن تغيير فكرة المثلية والمشاعر المرتبطة بها قد يغير مسار الانسان المثلى تماما فالتعميم فى الحكم على الأشياء دائما ما يكون أكبر أخطائنا فبالنسبة للرجل المثلى ليست كل النساء سيئات وكذلك بالنمسبة للمرأة المثلية فليس كل الرجال السيئين وهذه الفكرة فى حد ذاتها قد تزيل مشاعر اليأس والاحباط من الجنس الآخر التى قد تكون من أهم الأسباب لبداية المثلية من وجهة نظرى
أخيرا كنت دائما أسأل نفسى لماذا نرى دائما أناس متدينين يعانون من الاكتئاب أو من حوادث سلبية واستطعت أخيرا تفسير هذه الظاهرة فالانسان حتى لو كان يؤدى جميع فروضه الدينية ولكن تسيطر عليه مشاعر سلبية كالخوف اليأس وعدم الرضى والكراهية فسوف تستمر الأحداث السيئة فى الحدوث له لأنه دون أن يدرى يجذبها بمشاعره السلبية
ولهذا كان هدف جميع العبادات تخليصنا من هذه المشاعر السلبية بما تعطينا من سكون وهدوء نفسى فنحن عندما نصلى لا نصلى لله لأنه لا يحتاج لصلاتنا لكننا نصلى لأنفسنا لأننا نحتاج لهذه الصلاة لكى نتخلص من مشاعرنا وأفكارنا السلبية وأفعالنا السلبية التى يشار اليها فى الدين باسم الذنوب ونصل الى صفاء النفس الذى هو هدف الحياة كلها هذا الصفاء الذى قد يكون السبب فى دخولنا الجنة على الأرض وقبل الموت
لكن اذا توجهنا للصلاة بنية أننا نصلى لله حتى لا يدخلنا النار فهنا نجعل نحن من الصلاة مصدرا من مصادر التوتر لأننا نؤديها فى هذه الحالة تحت مشاعر ضغط وتوتر وتسيطر علينا فكرة أنه ان لم نؤدها أو نقصر فى أدائها فسوف ندخل النار وأعتقد ان الصلاة بهذه النية تكون خاطئة جدا لأنها لا تحقق الهدف الذى فرضت من أجله فالصلاة جعلت وسيلة وطريقة للراحة النفسية لتخليصنا من أفكارنا ومشاعرنا وأفكارنا السلبية وأفعالنا السلبية التى تترك موجات سلبية فى نفوسنا ويؤدى تراكمها الى التسبب فى الضغوط النفسية التى هى أساس لكل الأمراض النفسية والجسدية كما يقول جميع الأطباءب
وصدق الله العظيم حين قال:" ما أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ
و يصبح هدف الصلاة الحقيقى وجميع العبادات الوصول لمرحلة الصفاء النفسى التى تكون بداية السعادة لأن النفس عندما تصل الى الصفاء تكون مساوية للروح وبالتالى يكون هو الباب لدخول الجنة على الأرض وقبل الموت لأنه يجعل النفس قريبة من الله والاقتراب من الله هو الجنة الحقيقية
أى أن الصلاة هدية من الله تعالى للبشر وعلينا أن ننظر لها بهذه الطريقة كما كان ينظر اليها سيدنا محمد صللى الله عليه وسلم كمصدر من مصادر الراحة النفسية