الأربعاء، 7 مارس 2012

من بين الكلمات التى يقرؤها الانسان كلمات تبدو كالجواهر المرصعة كالكنوز المختفية فى زحام المعلومات والمقالات عندما قرأت هذه المجموعة من المقالات شعرت بأنها صفعة قوية على وجه الالحاد الذى لا يكاد يؤمن بشئ سوى العلم. وها هو العلم يلتقى بالدين ليؤكد حقيقة وجود الله كحقيقة علمية لا تقبل الشك وربما تبدو هذه الحقيقة قد جاءت أخيرا لتنهى صراع الأديان والحضارات ولتوحد العالم على حقيقة الأديان والمعتقدات التى هى فى جوهرها وأهدافها شئ واحد لا اختلاف فيه كما أن هذه الحقيقة ستوجه طاقة الانسان الى معرفة جوهره والوصول الى الروح التى تسكنه وربما يكون هذا هو هدف رحلة الحياة بأكملها أن تمتلئ النفس بالروح وتصل الى مرحلة الصفاء وهى بهذا تحرر الانسان من عبوديته للعديد من الأشياء كالغريزة والمال ومختلف الأهواء والفلسفات والأفكار التى قسمت العالم وتسببت فى العديد من الحروب العرقية والطائفية والدينية تبدأ هذه المقالات بمقدمتين ثم سبع مقالات تنتهى بالمقال الثامن الذى يؤكد حقيقة وجود الله كحقيقة علمية مكتشفة حديثا وهذه هى المقدمة الأولى لهذه المقالات بعنوان ديانة العلم: يصبو الوعي البشري دائما إلى الكمال لأن الإنسان مخلوق واع ويدرك ما هو الصواب وما هو الخطأ، ويعرف بشكل غريزي أن قدراته هي أكثر بكثير مما يستخدم في حياته اليومية، لذلك نرى الإنسان وفي كل العصور، وحتى منذ ما قبل التاريخ البشري المعروف، يبحث باستمرار عن ما يمكنه أن يصل به إلى الكمال. وضع الإنسان معايير للكمال، فشخّصها بصفات فائقة، سماها الصفات الإلهية، وعرف أن هذه الصفات هي تلك التي يستطيع جهازه العصبي أن يصل إليها، لذلك نرى في كل الحضارات وكل الديانات ما يشير إلى قدرة الإنسان ورغبته في الوصول إلى الكمال. أما في عصرنا هذا، العصر العلمي الذي لا يقبل بأي شيء إلا إذا تم إثباته علمياً، فنجد الإنسان يدور ويدور ومن ثم يعود ويكتشف إمكانياته وقدراته غير المحدودة التي هي بذاتها واردة في الحضارات القديمة والديانات عبر كل العصور. هذه المجموعة من المقالات هي هدية لكلّ من يريد أن يتمتع بجماليات الوجود. وكما يقول المثل الشعبي: "كل الدروب تؤدي إلى الطاحونة" كذلك نستطيع القول أن كل الديانات تؤدي إلى الله، ونضيف أن العلم الحديث يكتشف الآن تلك الحقيقة، فهل سيصبح العلم ديناً نقتدي به للوصول إلى الله، ونضيف له رمزاً آخر إلى الرموز الدينية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق