الأربعاء، 7 مارس 2012

مقدمة كاتب المقالات:

المقدمة
لقد تخصصت في العلوم الإدارية والمالية لمدة عشرين سنة، وبعد ذلك شأت بي الأقدار أن أتخصص في علوم مهاريشي الفيدية، وصلت إلى مستويات مرموقة في هذا المجال الذي يتضمن أبحاث ودراسات معمقة في مجالات تطوّر الوعي الفردي والوعي الجماعي ومجالات التطور الروحي إضافة إلى الإطلاع على أهم وأحدث الاكتشافات العلمية بما في ذلك علوم فيزياء الكم وعلوم الفسيولوجي البشرية، وعملت ولا أزال أستاذاً لعدد من برامج وعلوم مهاريشي بما في ذلك تقنية التأمل التجاوزي وعلم الذكاء الخلاق.
التأمل التجاوزيخلال أكثر من عشرين سنة في تعليم برامج مهاريشي، التقيت بآلاف الأشخاص في لبنان والدول المجاورة، الذين تعلموا تقنية التأمل التجاوزي وتابعوا في علوم مهاريشي المختلفة. وكان هؤلاء من مختلف المستويات العلمية ومختلف الطبقات الاجتماعية ومختلف المذاهب والطوائف الدينية، بما في ذلك منهم من يتبع فلسفة الإلحاد، وبالرغم من الدوافع المختلفة التي أتت بهم لتعلم تقنية التأمل التجاوزي، إلا أن غالبيتهم الساحقة، يمكنني القول أكثر من 99%، كان يهمهم معرفة ما إذا كان ما يقومون به لا يختلف مع معتقداتهم الدينية. حتى أن أحد الأشخاص الذين كانوايتبعون فلسفة الإلحاد، كان يريد أن يعرف ما إذا كان تطور وعيه سيعطيه المقدرة لمعرفة ما إذا كان الله موجوداً.
وجدت أن اهتمام الناس أجمع ومحور حياتهم يرتكز على الوجود الإلهي، لكن الناس يعانون من عدم مقدرتهم على تحقيق ما يرد في جميع الكتب السماوية في أن يعيش الإنسان بالسعادة والبحبوحة والعدل والرخاء وغير ذلك من النعم الإلهية.
إن علوم مهاريشي الفيدية تعطي تطور على كامل مستويات الإنسان؛ على المستوى البدني (الجسم) والمستوى العقلي والمستوى الروحي. في التعمق في علوم مهاريشي النظرية مثل علم الذكاء الخلاق والمحاضرات المتقدمة التي تلقيناها من مهاريشي، وفي المقارنة مع العلوم الدينية، لم أجد إضافات كثيرة لمعرفة نظرية، لما يرد في التعاليم الدينية من مختلف الطوائف والمذاهب. إن المبدأ الأول في علوم مهاريشي من أجل التطور الروحي هو: "يوغا ستات كورو كرماني" أي معناه "تثبت بحالة التوحيد وقم بالعمل". وهذه القول نجدة في كل الديانات دون استثناء، في الإسلام يقال "أعقل وتوكل"  وفي المسحية "اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وبِرَّهُ، وذلِكَ كُلُّهُ يُزَادُ لَكُم" وكذلك في كل الديانات الأخرى، أما عن طريقة الوصول إلى ذلك، كان يقول لنا مهاريشي اذهبوا إلى الداخل إلى الوعي الصافي الذي هو حقل غير محدود من الطاقة، وعندما يثبت العقل الواعي في هذا المستوى تكون قد وصلتم إلى حالة التوحيد بالطاقة الكونية. إما في الديانات فيتحدثون أيضاً عن طرق الوصول الطاقة غير المحدودة. في القرآن الكريم: "وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون" وفي الإنجيل المقدس "لا تبحثوا عن ملكوت الرب هاهنا أو هناك، إن ملكوت الرب فيكم". وهكذا نرى أن الهدف واضح جداً وهو التوحيد أو العقل أو ملكوت الرب. والموقع هو واضح في أنفسنا وفي داخلنا، أما الطريقة في من خلال التجاوز أو التسامي كما يقول مهاريشي، وفي الإسلام؛ علينا أن نجدد إيماننا ونقوي صلتنا بربنا كي نشعر بالسكينة،  وفي المسيحية يقال "أدخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصلي في الخفاء" وفي التوراة يقال "استكينوا واعلموا أني أنا الله".
هكذا نرى أن طريقة الوصول إلى الكمال هي واضحة جداً، ولكن ما يفتقد إليه الناس هو التقنية الصحيحة لممارسة ما توصي به دياناتهم كي يصلوا إلى حالة الفرح الدائم. وهذا النقص هو ليس في ديانة واحدة أو أثنين أو أكثر، إنه في كل الديانات أيضاً، ويعود السبب في ذلك إلى عاملالزمن. الزمن هو الذي يضيّع المعالم، ومع الزمن تتناقل الأجيال الحقيقة الدينية ومن جيل إلى جيل تضيع المعرفة. وهكذا ضاعت التقنياتالدينية للوصول إلى هدف الحياة وراح الإنسان يتخبط بالمعاناة والعذاب والقهر.
مهاريشي ماهش يوغيأما الآن وفي هذا العصر العلمي، أتى عالم كبير من الهند يدعى مهاريشي ماهش يوغي، حائز على ماجستير في الرياضيات والفيزياء، كما درس لمدة ثلاثة عشر سنة العلوم الفيدية القديمة، ودرس هذه العلوم من مرجعية كبيرة مؤتمنة على الحفاظ على نقاء هذه العلوم. من ثم قدم مهاريشي تقنية التأمل التجاوزي إلى التيارات العلمية في الغرب كي يقوموا بشتى أنواع الدراسات والأبحاث حول منفعتها، ونتيجة لهذه الأبحاث العلمية أصبحت هذه التقنية البسيطة معتمدة كجزء مكمل لكثير من المناهج العلمي مثل التربية والتعليم والطب والصحة والعلوم والفسيولوجيا البشرية والفيزياء الحديثة وغيرها من العلوم.  
أمام هذا الواقع أردت أن أضع مقارنة بين العلم والدين، أردت أن أظهر بشكل موجز ما توصل إليه العلم من اكتشافات حول وجود الكون وطبيعته وحول قوانين الطبيعة التي ترافق انبثاق الكون وتمدده وفنائه، وهذه القوانين الطبيعية التي تعمل على مستوى الكون هي بذاتها تعمل على مستوى الإنسان، من ولادته وحياته إلى وفاته.
وهنا لا بد أن نشكر جريدة صدى البلد التي نشرت هذه المقالات على مدى اثني عشر أسبوعاً في صفحة كاملة في كل أسبوع.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير
  • سليم حداد

هناك تعليق واحد:

  1. شعوذة كتبت من مشعوذ ترك مهارشي الملايين بعد أن كان فقيرا و هذا كله مما يجود به أتباعه الحمقى وأما عن مغامراته الجنسية فحدث حتى تتعب و حسبك أغنية البيتلز عنه لما عرفوا أنهم خدعوا به

    ردحذف